شداد فقالت له بجيلة خذ رايتنا قال: غيري خير لكم مني قالوا: لا نريد غيرك قال: فوالله لئن أعطيتها لا أنتهي بكم دون صاحب الترس المذهب الذي هو قائم على رأس معاوية يستره من الشمس فقالوا: اصنع ما شئت فأخذها ثم زحف بها وهم حوله يضربون الناس بأسيافهم حتى انتهى إلى صاحب الترس المذهب وهو في خيل عظيمة من أصحاب معاوية فاقتتل الناس هناك قتالا شديدا وشد أبو شداد بسيفه نحو صاحب الترس فتعرض له رومي فضرب قدم أبي شداد فقطعها وضرب أبو شداد ذلك الرومي فقتله فأشرعت إليه الأسنة فقتل.
فأخذ الراية عبد الله بن قلع الأحمسي وقاتل حتى قتل فأخذها أخوه عبد الرحمن فقاتل حتى قتل ثم أخذها عفيف بن أياس فلم يزل بيده حتى تحاجز الناس فحمل غطفان العراق على غطفان الشام وقتل منهما كثير وكذا أزد العراق على أزد الشام وكذا كل قبيلة على من بإزائهم.
413 - قال نصر: وروى عمر بن سعد عن الحارث بن حصيرة عن أشياخ النمر أن عتبة بن جوبة (1) قال يوم صفين: إن مرعى الدنيا قد أصبح هشيما وأصبح شجرها حصيدا وحديدها سملا وحلوها مر المذاق.