فألحقتهم بالميمنة وكانت ميمنة أهل العراق متصلة بموقف علي عليه السلام في القلب في أهل اليمن فلما انكشفوا انتهت الهزيمة إلى علي عليه السلام فانصرف يمشي نحو الميسرة فانكشفت عنه مضر من الميسرة فلم يبق مع علي عليه السلام من أهل العراق إلا ربيعة وحدها في الميسرة.
407 - وروى عن زيد بن وهب قال: لقد مر علي يومئذ ومعه بنوه نحو الميسرة ومعه ربيعة وحدها وإني لأرى النبل يمر من بين عاتقه ومنكبه وما من بنيه إلا يقيه بنفسه فيكره علي ذلك فيتقدم عليه ويحول بينه وبين أهل الشام ويأخذ بيده إذا فعل ذلك فليقيه من ورائه.
وبصر به أحمر مولى بني أمية وكان شجاعا فقال: علي ورب الكعبة قتلني الله إن لم أقتلك فأقبل نحوه فخرج إليه كيسان مولى علي عليه السلام فاختلفا ضربتين فقتله أحمر وخالط عليا عليه السلام ليضربه بالسيف فمد [علي] يده إلى جيب درعه فجذبه عن فرسه وحمله على عاتقه والله لكأني أنظر إلى رجلي أحمر يختلفان على عنق علي ثم ضرب به الأرض فكسر منكبيه وعضديه.
وشد أبناء علي حسين ومحمد فضرباه بأسيافهما حتى برد فكأني أنظر إلى علي عليه السلام قائما وشبلاه يضربان الرجل حتى إذا أتيا عليه أقبلا على أبيهما.
ثم إن أهل الشام دنوا عنه يريدونه والله ما يزيده قربهم منه ودنوهم سرعة في مشيه فقال له الحسن: ما ضرك لو أسرعت حتى تنتهي إلى الذين صبروا بعدك من أصحابك قال يعني ربيعة الميسرة فقال علي عليه السلام: يا بني إن لأبيك يوما لا يبطئ به عنه السعي ولا يقربه إليه الوقوف إن أباك لا يبالي وقع على الموت أو وقع الموت عليه (1).