ألا إن شرايع الدين واحدة وسبله قاصدة من أخذ بها لحق ومن فارقها محق ومن تركها مرق.
ليس المسلم بالخائن إذا ائتمن ولا بالمخلف إذا وعد ولا الكاذب إذا نطق.
نحن أهل بيت الرحمة وقولنا الصدق وفعلنا القصد ومنا خاتم النبيين وفينا قادة الاسلام وفينا حملة الكتاب ألا إنا ندعوكم إلى الله وإلى رسوله وإلى جهاد عدوه والشدة في أمره وابتغاء مرضاته وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصيام شهر رمضان وتوفير الفئ على أهله.
ألا وإن من أعجب العجائب أن معاوية بن أبي سفيان الأموي وعمرو بن العاص السهمي أصبحا يحرضان على طلب الدين بزعمهما ولقد علمتم أني لم أخالف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قط، ولم أعصيه في أمر قط، أقيه بنفسي في المواطن التي تنكص فيها الابطال وترعد فيها الفرائص نجدة أكرمني الله سبحانه بها وله الحمد.
ولقد قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإن رأسه لفي حجري ولقد وليت غسله بيدي وحدي تقلبه الملائكة المقربون معي وأيم الله ما اختلفت أمة قط بعد نبيها إلا ظهر أهل باطلها على أهل حقها إلا ما شاء الله.
قال: فقال أبو سنان الأسدي فسمعت عمار بن ياسر يقول: أما أمير المؤمنين فقد أعلمكم أن الأمة لم تستقم عليه [أولا] وأنها لن تستقيم عليه [آخرا] ثم تفرق الناس وقد نفذت بصائرهم.
403 - وعن زيد بن وهب أن عليا عليه السلام قال في هذه الليلة: حتى متى لا نناهض القوم بأجمعنا فقام في الناس عيشة الثلاثاء بعد العصر فقال:
الحمد لله الذي لا يبرم ما نقض ولا ينقض ما أبرم ولو شاء ما اختلف