بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٢ - الصفحة ٤٦٥
اثنان من هذه الأمة ولا من خلقه ولا تنازع البشر في شئ من أمره ولا جحد المفضول ذا الفضل فضله وقد ساقتنا وهؤلاء القوم اللاقدار حتى لفت بيننا في هذا الموضع ونحن من ربنا بمرأى ومسمع ولو شاء لعجل النقمة ولكان منه التغيير حتى يكذب الله الظالم ويعلم الحق أين مصيره ولكنه جعل الدنيا دار الأعمال وجعل الآخرة دار الجزاء والقرار * (ليجزي الذين أساؤا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى) * [31 / النجم] ألا إنكم لاقوا العدو غدا إنشاء الله فأطيلوا الليلة القيام وأكثروا تلاوة القرآن واسألوا الله الصبر والنصر وألقوهم بالجد والحزم وكونوا صادقين.
قال: فوثب الناس إلى رماحهم وسيوفهم ونبالهم ليصلحونها وخرج عليه السلام وعبئ الناس ليلته تلك كلها حتى أصبح وعقد الألوية وأمر الامراء وبعث إلى أهل الشام مناديا ينادي فيهم: اغدوا على مصافكم.
فضج أهل الشام في معسكرهم واجتمعوا إلى معاوية فعبئ خيله وعقد ألويته وأمر أمراءه وكتب كتائبه وكان أهل الشام أكثر من أهل العراق بالضعف ونصب لمعاوية منبر فقعد إليه في قبة ضربها عظيمة ألقى عليها الثياب والدرانك (1).
ثم تناهض القوم يوم الأربعاء سادس صفر واقتتلوا إلى آخر نهارهم وانصرفوا عند المساء وكل غير غالب.

(١) كذا في أصلي، وهو جمع الدرنوك والدرنيك - كزنبور ودردير -: نوع من البسط أو الثياب له خمل. وصحفت هذه اللفظة في طبع الحديث ببيروت من شرح ابن أبي الحديد: ج ٢ ص ٢١٣ ب‍ " الأرائك ".
ثم إن ما يأتي بعد الحديث التالي وهو المختار: (٦٥) من نهج البلاغة موجود في شرح ابن أبي الحديد: ج ٢ ص ٢١٦، ولكنه سقط عن طبعة إيران وطبعة مصر من كتاب صفين. وللخطبة مصادر كثيرة يجدها الباحث في ذيل المختار: (٢١٥) من نهج السعادة: ج ٢ ص ٢٣٥ ط 1.
(٤٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 460 461 462 463 464 465 466 467 468 469 470 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الأول: باب بيعة أمير المؤمنين عليه السلام وما جرى بعدها من نكث الناكثين إلى غزوة الحمل 1
2 الباب الثاني: باب احتجاج أم سلمة على عائشة ومنعها عن الخروج 149
3 الباب الثالث: باب ورود البصرة ووقعه الجمل وما وقع فيها من الإحتجاج 171
4 الباب الرابع: باب احتجاجه عليه السلام على أهل البصرة وغيرهم بعد انقضاء الحرب وخطبه (عليه السلام) عند ذلك. 221
5 الباب السادس: باب نهى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم عائشة عن مقاتلة علي عليه السلام وإخبار النبي صلى الله عليه وآله وسلم إياها بذلك 277
6 الباب السابع: باب أمر الله ورسوله بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين وكل من قاتل عليا صلوات الله عليه وفي [بيان] عقاب الناكثين. 289
7 الباب الثامن: باب حكم من حارب عليا أمير المؤمنين صلوات الله عليه 319
8 الباب التاسع: باب احتجاجات الأئمة عليهم السلام وأصحابهم على الذين أنكروا على أمير المؤمنين صلوات الله عليه حروبه. 343
9 الباب العاشر: باب خروجه صلوات الله عليه من البصرة وقدومه الكوفة إلى خروجه إلى الشام 351
10 الباب الحادي عشر: باب بغي معاوية وامتناع أمير المؤمنين صلوات الله عليه عن تأميره وتوجهه إلى الشام للقائه إلى ابتداء غزوات صفين. 365
11 الباب الثاني عشر: باب جمل ما وقع بصفين من المحاربات والاحتجاجات إلى التحكيم 447