اثنان من هذه الأمة ولا من خلقه ولا تنازع البشر في شئ من أمره ولا جحد المفضول ذا الفضل فضله وقد ساقتنا وهؤلاء القوم اللاقدار حتى لفت بيننا في هذا الموضع ونحن من ربنا بمرأى ومسمع ولو شاء لعجل النقمة ولكان منه التغيير حتى يكذب الله الظالم ويعلم الحق أين مصيره ولكنه جعل الدنيا دار الأعمال وجعل الآخرة دار الجزاء والقرار * (ليجزي الذين أساؤا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى) * [31 / النجم] ألا إنكم لاقوا العدو غدا إنشاء الله فأطيلوا الليلة القيام وأكثروا تلاوة القرآن واسألوا الله الصبر والنصر وألقوهم بالجد والحزم وكونوا صادقين.
قال: فوثب الناس إلى رماحهم وسيوفهم ونبالهم ليصلحونها وخرج عليه السلام وعبئ الناس ليلته تلك كلها حتى أصبح وعقد الألوية وأمر الامراء وبعث إلى أهل الشام مناديا ينادي فيهم: اغدوا على مصافكم.
فضج أهل الشام في معسكرهم واجتمعوا إلى معاوية فعبئ خيله وعقد ألويته وأمر أمراءه وكتب كتائبه وكان أهل الشام أكثر من أهل العراق بالضعف ونصب لمعاوية منبر فقعد إليه في قبة ضربها عظيمة ألقى عليها الثياب والدرانك (1).
ثم تناهض القوم يوم الأربعاء سادس صفر واقتتلوا إلى آخر نهارهم وانصرفوا عند المساء وكل غير غالب.