بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٢ - الصفحة ٣٧١
وأنت فيه خامل يتصاغر أمرك فالحق بجماعة أهل الشام فكن يدا من أيديها واطلب بدم عثمان فإنك قد استسلمت فيه إلى بني أمية (1).
فقال عمرو: أما أنت يا عبد الله فأمرتني بما هو خير لي في ديني وأما أنت يا محمد فأمرتني بما هو خير لي في دنياي وأنا ناظر فيه.
فلما جنه الليل رفع صوته ينشد أبياتا في ذلك يرددها (2) فقال عبد الله ترحل الشيخ.
قال: ودعا عمرو غلاما له يقال له: وردان وكان داهيا ماردا فقال:
ارحل يا وردان ثم قال: حط يا وردان. فقال له وردان: خلطت أبا عبد الله أما إنك إن شئت أنبأتك بما في نفسك؟ قال: هات ويحك قال: اعتركت الدنيا والآخرة على قلبك فقلت: علي معه الآخرة في غير دنيا، وفي الآخرة عوض من الدنيا، ومعاوية معه الدنيا بغير آخرة وليس في الدنيا عوض من الآخرة فأنت واقف بينهما!!
قال [عمرو]: فإنك والله ما أخطأت فما ترى يا وردان؟ قال: أرى أن تقيم في بيتك فإن ظهر أهل الدين عشت في عفو دينهم وإن ظهر أهل الدنيا لم يستغنوا عنك!!! قال: الآن لما شهدت العرب مسيري إلى معاوية (3).

(١) كذا في أصلي، وفي شرح ابن أبي الحديد: " فإنه سيقوم بذلك بنو أمية ".
وفي ط مصر من كتاب صفين: " فإنك قد استنمت فيه إلى بني أمية " وهو الظاهر، واستنمت: سكنت.
(٢) والابيات مذكورة في كتاب صفين وأنساب الأشراف وتاريخ الطبري وشرح ابن أبي الحديد، وللقصة مصادر كثيرة يجد الباحث كثيرا من محتوياتها في صدر المختار: (176) من نهج السعادة وتعليقاته: ج 2 ص 5 ط 2، وفي ط 1: ج 2 ص 57 - 83.
(3) ومثله في كتاب صفين، وفي شرح ابن أبي الحديد: " قال: الآن لما أشهرت العرب سيرى إلى معاوية ".
وفي كتاب الإمامة والسياسة: " الآن حين شهرتني العرب بمسيري إلى معاوية ".
(٣٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 366 367 368 369 370 371 372 373 374 375 376 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الأول: باب بيعة أمير المؤمنين عليه السلام وما جرى بعدها من نكث الناكثين إلى غزوة الحمل 1
2 الباب الثاني: باب احتجاج أم سلمة على عائشة ومنعها عن الخروج 149
3 الباب الثالث: باب ورود البصرة ووقعه الجمل وما وقع فيها من الإحتجاج 171
4 الباب الرابع: باب احتجاجه عليه السلام على أهل البصرة وغيرهم بعد انقضاء الحرب وخطبه (عليه السلام) عند ذلك. 221
5 الباب السادس: باب نهى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم عائشة عن مقاتلة علي عليه السلام وإخبار النبي صلى الله عليه وآله وسلم إياها بذلك 277
6 الباب السابع: باب أمر الله ورسوله بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين وكل من قاتل عليا صلوات الله عليه وفي [بيان] عقاب الناكثين. 289
7 الباب الثامن: باب حكم من حارب عليا أمير المؤمنين صلوات الله عليه 319
8 الباب التاسع: باب احتجاجات الأئمة عليهم السلام وأصحابهم على الذين أنكروا على أمير المؤمنين صلوات الله عليه حروبه. 343
9 الباب العاشر: باب خروجه صلوات الله عليه من البصرة وقدومه الكوفة إلى خروجه إلى الشام 351
10 الباب الحادي عشر: باب بغي معاوية وامتناع أمير المؤمنين صلوات الله عليه عن تأميره وتوجهه إلى الشام للقائه إلى ابتداء غزوات صفين. 365
11 الباب الثاني عشر: باب جمل ما وقع بصفين من المحاربات والاحتجاجات إلى التحكيم 447