بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٢ - الصفحة ٣٦٠
حتى إذا كنت بالعذيب بعثت إلى أهل الكوفة بالحسن بن علي وعبد الله بن العباس وعمار بن ياسر وقيس بن سعد بن عبادة فاستنفروهم فأجابوا فسرت بهم حتى نزلت بظهر البصرة فأعذرت [في] الدعاء وأقلت العثرة وناشدتهم عقد بيعتهم فأبوا إلا قتالي فاستعنت بالله عليهم فقتل من قتل وولوا مدبرين إلى مصرهم فسألوني ما كنت دعوتهم إليه قبل اللقاء فقبلت العافية ورفعت [عنهم] السيف واستعملت عليهم عبد الله بن عباس وسرت إلى الكوفة وقد بعثت إليكم زحر بن قيس فاسأل عما بدا لك.
فلما قرأ جرير الكتاب قام فقال: يا أيها الناس هذا كتاب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) وهو المأمون على الدين والدنيا وقد كان من أمره وأمر عدوه ما نحمد الله عليه وقد بايعه السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والتابعين بإحسان ولو جعل هذا الامر شورى بين المسلمين كان أحقهم بها.
ألا وإن البقاء في الجماعة، والفناء في الفرقة، وعلي حاملكم على الحق ما استقمتم فإن ملتم أقام ميلكم.
فقال الناس: سمعا وطاعة رضينا رضينا فأجاب جرير وكتب جواب كتابه [بالطاعة].
ثم قام زحر بن قيس خطيبا فكان مما حفظ من كلامه أن قال: الحمد لله الذي اختار الحمد لنفسه وتولاه دون خلقه لا شريك له في الحمد، ولا نظير له في المجد، ولا إله إلا الله وحده لا شريك له، القائم الدائم، إله السماء والأرض، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أرسله بالحق الواضح والكتاب الناطق داعيا إلى الخير وقائدا إلى الهدى.
ثم قال: أيها الناس إن عليا كتب إليكم كتابا لا يقال بعده إلا رجيع من القول ولكن لابد من رد الكلام إن الناس بايعوا عليا بالمدينة غير محاباة
(٣٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 355 356 357 358 359 360 361 362 363 364 365 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الأول: باب بيعة أمير المؤمنين عليه السلام وما جرى بعدها من نكث الناكثين إلى غزوة الحمل 1
2 الباب الثاني: باب احتجاج أم سلمة على عائشة ومنعها عن الخروج 149
3 الباب الثالث: باب ورود البصرة ووقعه الجمل وما وقع فيها من الإحتجاج 171
4 الباب الرابع: باب احتجاجه عليه السلام على أهل البصرة وغيرهم بعد انقضاء الحرب وخطبه (عليه السلام) عند ذلك. 221
5 الباب السادس: باب نهى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم عائشة عن مقاتلة علي عليه السلام وإخبار النبي صلى الله عليه وآله وسلم إياها بذلك 277
6 الباب السابع: باب أمر الله ورسوله بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين وكل من قاتل عليا صلوات الله عليه وفي [بيان] عقاب الناكثين. 289
7 الباب الثامن: باب حكم من حارب عليا أمير المؤمنين صلوات الله عليه 319
8 الباب التاسع: باب احتجاجات الأئمة عليهم السلام وأصحابهم على الذين أنكروا على أمير المؤمنين صلوات الله عليه حروبه. 343
9 الباب العاشر: باب خروجه صلوات الله عليه من البصرة وقدومه الكوفة إلى خروجه إلى الشام 351
10 الباب الحادي عشر: باب بغي معاوية وامتناع أمير المؤمنين صلوات الله عليه عن تأميره وتوجهه إلى الشام للقائه إلى ابتداء غزوات صفين. 365
11 الباب الثاني عشر: باب جمل ما وقع بصفين من المحاربات والاحتجاجات إلى التحكيم 447