وروى نصر عن عمر بن سعد بإسناده قال: قال معاوية لعمرو: يا أبا عبد الله إني أدعوك إلى جهاد هذا الرجل الذي عصى ربه وشق عصا المسلمين وقتل الخليفة وأظهر الفتنة وفرق الجماعة وقطع الرحم!! قال عمرو: إلى من؟
قال: إلى جهاد علي قال: فقال عمرو: والله يا معاوية ما أنت وعلي بعكمي بعير مالك هجرته ولا سابقته ولا صحبته ولا فقهه ولا علمه ووالله وإن له مع ذلك جدا وجدودا وحظا وحظوة وبلاء من الله حسنا فما تجعل لي إن شايعتك على ما تريد؟ قال: حكمك. قال: مصر طعمة. قال: فتلكأ عليه معاوية.
قال نصر وفي حديث غير عمر قال: قال له معاوية: يا أبا عبد الله إني أكره أن تحدث العرب أنك إنما دخلت في هذا الامر لغرض دنيا!! قال: دعني منك قال معاوية: إني لو شئت أن أمنيك وأخدعك لفعلت قال عمرو: لا لعمر الله ما مثلي يخدع ولأنا أكيس من ذلك. قال له معاوية: ادن مني برأسك أسارك. قال: فدنا منه عمرو [كي] يساره فعض معاوية أذنه وقال: هذه خدعة هل ترى في البيت أحدا غيري وغيرك.
ثم رجع [الكلام] إلى حديث عمر (1) فقال معاوية: يا أبا عبد الله ألم تعلم أن مصرا مثل العراق؟ قال: بلى ولكنها إنما تكون لي إذا كانت لك وإنما تكون لك إذا غلبت عليا على العراق.
قال فدخل عليه عتبة بن أبي سفيان فقال: أما ترضى أن تشتري عمروا بمصر إن هي صفت لك؟ فليتك لا تغلب على الشام.