بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٢ - الصفحة ٣٧٣
وروى نصر عن عمر بن سعد بإسناده قال: قال معاوية لعمرو: يا أبا عبد الله إني أدعوك إلى جهاد هذا الرجل الذي عصى ربه وشق عصا المسلمين وقتل الخليفة وأظهر الفتنة وفرق الجماعة وقطع الرحم!! قال عمرو: إلى من؟
قال: إلى جهاد علي قال: فقال عمرو: والله يا معاوية ما أنت وعلي بعكمي بعير مالك هجرته ولا سابقته ولا صحبته ولا فقهه ولا علمه ووالله وإن له مع ذلك جدا وجدودا وحظا وحظوة وبلاء من الله حسنا فما تجعل لي إن شايعتك على ما تريد؟ قال: حكمك. قال: مصر طعمة. قال: فتلكأ عليه معاوية.
قال نصر وفي حديث غير عمر قال: قال له معاوية: يا أبا عبد الله إني أكره أن تحدث العرب أنك إنما دخلت في هذا الامر لغرض دنيا!! قال: دعني منك قال معاوية: إني لو شئت أن أمنيك وأخدعك لفعلت قال عمرو: لا لعمر الله ما مثلي يخدع ولأنا أكيس من ذلك. قال له معاوية: ادن مني برأسك أسارك. قال: فدنا منه عمرو [كي] يساره فعض معاوية أذنه وقال: هذه خدعة هل ترى في البيت أحدا غيري وغيرك.
ثم رجع [الكلام] إلى حديث عمر (1) فقال معاوية: يا أبا عبد الله ألم تعلم أن مصرا مثل العراق؟ قال: بلى ولكنها إنما تكون لي إذا كانت لك وإنما تكون لك إذا غلبت عليا على العراق.
قال فدخل عليه عتبة بن أبي سفيان فقال: أما ترضى أن تشتري عمروا بمصر إن هي صفت لك؟ فليتك لا تغلب على الشام.

(1) وفي كتاب صفين هكذا: ثم رجع [الكلام] إلى حديث عمر: قال: فأنشأ عمرو يقول:
معاوي لا أعطيك ديني ولم أنل * بذلك دنيا فانظرن كيف تصنع وساق بقية الأبيات إلى أن قال: [ف‍] قال [معاوية]: يا أيا عبد الله ألم تعلم أن مصر مثل العراق؟...
(٣٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 368 369 370 371 372 373 374 375 376 377 378 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الأول: باب بيعة أمير المؤمنين عليه السلام وما جرى بعدها من نكث الناكثين إلى غزوة الحمل 1
2 الباب الثاني: باب احتجاج أم سلمة على عائشة ومنعها عن الخروج 149
3 الباب الثالث: باب ورود البصرة ووقعه الجمل وما وقع فيها من الإحتجاج 171
4 الباب الرابع: باب احتجاجه عليه السلام على أهل البصرة وغيرهم بعد انقضاء الحرب وخطبه (عليه السلام) عند ذلك. 221
5 الباب السادس: باب نهى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم عائشة عن مقاتلة علي عليه السلام وإخبار النبي صلى الله عليه وآله وسلم إياها بذلك 277
6 الباب السابع: باب أمر الله ورسوله بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين وكل من قاتل عليا صلوات الله عليه وفي [بيان] عقاب الناكثين. 289
7 الباب الثامن: باب حكم من حارب عليا أمير المؤمنين صلوات الله عليه 319
8 الباب التاسع: باب احتجاجات الأئمة عليهم السلام وأصحابهم على الذين أنكروا على أمير المؤمنين صلوات الله عليه حروبه. 343
9 الباب العاشر: باب خروجه صلوات الله عليه من البصرة وقدومه الكوفة إلى خروجه إلى الشام 351
10 الباب الحادي عشر: باب بغي معاوية وامتناع أمير المؤمنين صلوات الله عليه عن تأميره وتوجهه إلى الشام للقائه إلى ابتداء غزوات صفين. 365
11 الباب الثاني عشر: باب جمل ما وقع بصفين من المحاربات والاحتجاجات إلى التحكيم 447