34 - نهج البلاغة: ومن كلام له (عليه السلام) كلم به طلحة والزبير بعد بيعته للخلافة وقد عتبا من ترك مشورتهما والاستعانة في الأمور بما:
لقد نقمتما يسيرا وأرجأتما كثيرا ألا تخبراني أي شئ لكما فيه حق دفعتكما عنه؟ وأي قسم استأثرت عليكما به؟ أم أي حق رفعه إلي أحد من المسلمين ضعفت عنه؟ أم جهلته أم أخطأت بابه؟ والله ما كانت لي في الخلافة رغبة ولا في الولاية إربة ولكنكم دعوتموني إليها وحملتموني عليها فلما أفضت إلي نظرت إلى كتاب الله وما وضع لنا وأمرنا بالحكم به فاتبعته وما استسن النبي صلى الله عليه وآله فاقتديته فلم أحتج في ذلك إلى رأيكما ولا رأي غيركما ولم يقع حكم جهلته فأستشيركما وإخواني من المسلمين ولو كان ذلك لم أرغب عنكما ولا عن غيركما.
وأما ما ذكرتما من أمر الأسوة فإن ذلك أمر لم أحكم أنا فيه برأيي ولا وليته هوى مني بل وجدت أنا وأنتما ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وآله قد فرغ منه فلم أحتج إليكما فيما قد فرغ الله من قسمه وأمضى فيه حكمه فليس لكما والله عندي ولا لغير كما في هذا عتبى أخذ الله بقلوبكم وقلوبنا إلى الحق وألهمنا وإياكم الصبر.
رحم الله رجلا رأى حقا فأعان عليه أو رأى جورا فرده وكان عونا بالحق على صاحبه.
توضيح: قال [ابن الأثير] في النهاية نقم [فلان] إذا بلغت به الكراهة حد السخط.
وقال ابن أبي الحديد: أي نقمتما من أحوالي اليسير وتركتما الكثير الذي