ألا إن أخوف ما أخاف عليكم اتباع الهوى وطول الامل أما اتباع الهوى فيصد عن الحق وأما طول الامل فينسى الآخرة.
ألا إن الدنيا قد ترحلت مدبرة وإن الآخرة قد ترحلت مقبلة ولكل واحدة منهما بنون فكونوا من أبناء الآخرة!!! اليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل.
الحمد لله الذي نصر وليه وخذل عدوه وأعز الصادق المحق وأذل الناكث المبطل.
عليكم بتقوى الله وطاعة من أطاع الله من أهل بيت نبيكم الذين هم أولى بطاعتكم فيما أطاعوا الله فيه من المستحلين المدعين القالين لنا يتفضلون بفضلنا ويجاحدوننا أمرنا وينازعوننا حقنا ويباعدوننا عنه، فقد ذاقوا وبال ما اجترحوا فسوف يلقون غيا.
ألا إنه قد قعد عن نصرتي رجال منكم وأنا عليهم عاتب زار فاهجروهم وأسمعوهم ما يكرهون ليعرف بذلك حزب الله عند الفرقة.
فقام إليه مالك بن حبيب اليربوعي وكان صاحب شرطته فقال: والله إني لأرى الهجر وإسماع المكروه لهم قليلا.
إلى آخر ما مر برواية المفيد رحمه الله ثم قال:
قال نصر: ولما قدم علي (عليه السلام) الكوفة نزل على باب المسجد فدخل فصلى ثم تحول فجلس إليه الناس فسأل عن رجل من الصحابة كان نزل الكوفة فقال قائل: استأثر الله به. فقال: إن الله تعالى لا يستأثر بأحد من خلقه إنما أراد الله جل ذكره بالموت إعزاز نفسه وإذلال خلقه وقرأ * (وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم) *.
قال نصر: فلما لحقه ثقله (عليه السلام) قالوا [له]: أتنزل القصر؟ قال:
قصر الخبال لا تنزلونيه!! قال: وأنب عليه [السلام] جماعة ممن أبطأوا عنه ولم يحضروا القتال وقال: ما بطأ بكم عني وأنتم أشراف قومكم؟ والله إن كان من