مسروق أتدري لم سميته عبد الرحمان؟ فقلت: لا. فقالت حبا مني لعبد الرحمان بن ملجم.
فأما قصتها في دفن الحسن [عليه السلام) فمشهورة حتى قال لها عبد - الله بن عباس: يوما على بغل؟!! ويوما على جمل؟!! فقالت: أوما نسيتم يوم الجمل يا ابن عباس إنكم لذووا أحقاد؟!
ولو ذهبنا إلى تقصي ما روي عنها من الكلام الغليظ الشديد الدال على بقاء العداوة واستمرار الحقد والضغينة لأطلنا وأكثرنا.
و [أما] ما روي عنها من التلهف والتحسر على ما صدر عنها فلا يدل على التوبة إذ يجوز أن يكون ذلك من حيث خابت عن طلبتها ولم تظفر ببغيتها مع الذل الذي لحقها وألحقها العار في الدنيا والاثم في الآخرة.
بيان: قال الجوهري: عرد الرجل تعريدا: فر.
وقال: كسع حي من اليمن ومنه قولهم: " ندامة الكسعي " وهو رجل ربي نبعة حتى أخذ منه قوسا فرمى الوحش عنها ليلا فأصابت وظن أنه أخطأ فكسر القوس. فلما أصبح رأى ما أصمى من الصيد (1) فندم قال الشاعر:
ندمت ندامة الكسعي لما * رأت عيناه ما صنعت يداه