بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٢ - الصفحة ٣٤٦
عبد الله بن عباس إني جئتك أسألك عمن قتله علي بن أبي طالب من أهل لا إله إلا الله لم يكفروا بصلاة ولا بحج ولا بصوم شهر رمضان ولا بزكاة!!
فقال له عبد الله: ثكلتك أمك سل عما يعنيك ودع ما لا يعنيك. فقال: ما جئتك أضرب إليك من حمص للحج ولا للعمرة ولكني أتيتك لتشرح لي أمر علي بن أبي طالب وفعاله. فقال له: ويلك إن علم العالم صعب لا تحتمله ولا تقر به قلوب الصدية!!!
أخبرك أن علي بن أبي طالب (عليه السلام) كان مثله في هذه الأمة كمثل موسى والعالم (عليه السلام) وذلك إن الله تبارك وتعالى قال في كتابه: * (يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين وكتبنا له في الألواح من كل شئ موعظة وتفصيلا لكل شئ) * [144 - 145 / الأعراف: 7] وكان موسى يرى أن جميع الأشياء قد أثبتت له كما ترون أنتم أن علماءكم قد أثبتوا جميع الأشياء فلما انتهى موسى إلى ساحل البحر فلقي العالم فاستنطق بموسى ليصل علمه - ولم يحسده كما حسدتم أنتم علي بن أبي طالب وأنكرتم فضله - فقال له موسى: * (هل اتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا) * [66 / الكهف: 18] فعلم العالم أن موسى لا يطيق بصحبته ولا يصبر على علمه فقال له: * (إنك لن تستطيع معي صبرا وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا فقال له موسى ستجدني إنشاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا) * [67 - 69 / الكهف: 18] فعلم العالم أن موسى لا يصير على علمه فقال: " فإن اتبعتني فلا تسألني عن شئ حتى أحدث لك منه ذكرا " قال: فركبا في السفينة فخرقها العالم فكان خرقها لله عز وجل رضى وسخطا لموسى ولقي الغلام فقتله فكان قتله لله عز وجل رضا وسخط ذلك موسى وأقام الجدار فكان إقامته لله عز وجل رضى وسخط موسى ذلك.
كذلك كان علي بن أبي طالب (عليه السلام) لم يقتل إلا من كان قتله لله عز وجل رضى ولأهل الجهالة من الناس سخطا اجلس حتى أخبرك.
إن رسول الله صلى الله عليه وآله تزوج زينب بنت جحش فأولم فكانت
(٣٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 341 342 343 344 345 346 347 348 349 350 351 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الأول: باب بيعة أمير المؤمنين عليه السلام وما جرى بعدها من نكث الناكثين إلى غزوة الحمل 1
2 الباب الثاني: باب احتجاج أم سلمة على عائشة ومنعها عن الخروج 149
3 الباب الثالث: باب ورود البصرة ووقعه الجمل وما وقع فيها من الإحتجاج 171
4 الباب الرابع: باب احتجاجه عليه السلام على أهل البصرة وغيرهم بعد انقضاء الحرب وخطبه (عليه السلام) عند ذلك. 221
5 الباب السادس: باب نهى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم عائشة عن مقاتلة علي عليه السلام وإخبار النبي صلى الله عليه وآله وسلم إياها بذلك 277
6 الباب السابع: باب أمر الله ورسوله بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين وكل من قاتل عليا صلوات الله عليه وفي [بيان] عقاب الناكثين. 289
7 الباب الثامن: باب حكم من حارب عليا أمير المؤمنين صلوات الله عليه 319
8 الباب التاسع: باب احتجاجات الأئمة عليهم السلام وأصحابهم على الذين أنكروا على أمير المؤمنين صلوات الله عليه حروبه. 343
9 الباب العاشر: باب خروجه صلوات الله عليه من البصرة وقدومه الكوفة إلى خروجه إلى الشام 351
10 الباب الحادي عشر: باب بغي معاوية وامتناع أمير المؤمنين صلوات الله عليه عن تأميره وتوجهه إلى الشام للقائه إلى ابتداء غزوات صفين. 365
11 الباب الثاني عشر: باب جمل ما وقع بصفين من المحاربات والاحتجاجات إلى التحكيم 447