فهذا علم الغيب الذي لا يعلمه أحد إلا الله وما سوى ذلك فعلم علمه الله نبيه فعلمنيه ودعا لي بأن يعيه صدري وتضطم عليه جوانحي.
بيان الملحمة: الوقعة العظيمة في الفتنة والقتال. واللجب: الصوت.
والقعقعة: حكاية صوت السلاح ونحوه. والحمحمة: صوت الفرس دون الصهيل.
قوله: " يثيرون الأرض " أي التراب لان أقدامهم في الخشونة كحوافر الخيل كذا قيل.
وفيه إنه لا يلائم قوله (عليه السلام): " لا يكون له غبار " ولعله كناية عن شدة وطئهم الأرض أو يقال مع ذلك ليس غبارهم كالغبار الذي يثار من الحوافر ولما كانت أقدام الزنج في الأغلب قصارا عراضا منتشرة الصدر مفرجات الأصابع أشبهت أقدام النعام في تلك الأوصاف. " والسكك ": جمع سكة بالكسر وهي الزقاق والطريق المستوي والطريقة المصطفة من النخل.
و " المزخرفة ": المزينة المموهة بالزخرف وهو الذهب. و " أجنحة الدور " - التي شبهها بأجنحة النسور -: رواشنها وما يعمل من الأخشاب والبواري بارزة عن السقوف لوقاية الحيطان وغيرها عن الأمطار وشعاع الشمس. وخراطيمها:
ميازيبها التي تطلى بالقار يكون نحوا من خمسة أذرع أو أزيد تدلى من السطوح حفظا للحيطان. والفيلة: كغينة جمع الفيل.
وأما قوله (عليه السلام): " لا يندب قتيلهم " قيل: إنه وصف لهم بشدة البأس والحرص على القتال وإنهم لا يبالون بالموت.
وقيل لأنهم كانوا عبيدا غرباء لم يكن لهم أهل وولد ممن عادتهم الندبة وافتقاد الغائب.
وقيل: لا يفقد غائبهم وصف لهم بالكرة وأنه إذا قتل منهم قتيل سد مسده غيره.