197 - نهج البلاغة: [و] من كلامه (عليه السلام) فيما يخبر به عن الملاحم بالبصرة:
يا أحنف كأني به وقد سار بالجيش الذي لا يكون له غبار ولا لجب ولا قعقعة لجم ولا حمحمة خيل يثيرون الأرض بأقدامهم كأنها أقدام النعام.
[قال الرضي رحمه الله] يؤمى بذلك إلى صاحب الزنج.
ثم قال (عليه السلام):
ويل لسكككم العامرة والدور المزخرفة التي لها أجنحة كأجنحة النسور وخراطيم كخراطيم الفيلة من أولئك الذين لا يندب قتيلهم ولا يفقد غائبهم!!
أنا كأب الدنيا لوجهها وقادرها بقدرها وناظرها بعينها.
ومنه يؤمى [عليه السلام] به إلى وصف الأتراك:
كأني أراهم قوما كأن وجوههم المجان المطرقة يلبسون السرق والديباج، ويعتقبون الخيل العتاق، ويكون هناك استحرار قتل حتى يمشي المجروح على المقتول ويكون المفلت أقل من المأسور.
فقال له بعض أصحابه: لقد أعطيت يا أمير المؤمنين علم الغيب!! فضحك (عليه السلام) وقال للرجل وكان كلبيا:
يا أخا كلب ليس هو بعلم غيب وإنما هو تعلم من ذي علم وإنما علم الغيب علم الساعة وما عدده الله سبحانه بقوله: " إن الله عنده علم الساعة " الآية فيعلم سبحانه ما في الأرحام من ذكر أو أنثى وقبيح أو جميل وسخي أو بخيل وشقي أو سعيد ومن يكون في النار حطبا أو في الجنان للنبيين مرافقا