بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٨ - الصفحة ٦٤
فرطت في جنب الله " ويتمنى الكرة " ويعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا يا ويلتي ليتني لم أتخذ فلانا خليلا " وقال: " حتى إذا جاءنا قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين * ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون " فيقول الظالم: " أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون " أو الحكم لغيرك؟ فيقال لهما: " ألا لعنة الله على الظالمين الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا وهم بالآخرة هم كافرون ".
وأول من يحكم فيه محسن بن علي (عليه السلام) في قاتله ثم في قنفذ فيؤتيان هو وصاحبه فيضربان بسياط من نار، لو وقع سوط منها على البحار لغلت من مشرقها إلى مغربها، ولو وضعت على جبال الدنيا لذابت حتى تصير رمادا، فيضربان بها.
ثم يجثو أمير المؤمنين صلوات الله عليه بين يدي الله للخصومة مع الرابع و تدخل الثلاثة في جب فيطبق عليهم لا يراهم أحد، ولا يرون أحدا، فيقول الذين كانوا في ولايتهم " ربنا أرنا اللذين أضلانا من الجن والإنس تجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين " قال الله عز وجل " ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون " فعند ذلك، ينادون بالويل والثبور، ويأتيان الحوض يسئلان عن أمير المؤمنين (عليه السلام) ومعهم حفظة فيقولان اعف عنا واسقنا وخلصنا، فيقال لهم:
" فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا وقيل هذا الذي كنتم به تدعون " بإمرة المؤمنين ، ارجعوا ظماء مظمئين إلى النار فما شرابكم إلا الحميم والغسلين، وما تنفعكم شفاعة الشافعين (1) بيان: قوله " يطفيها " لعل الضمير راجع إلى الأرض، وفى الاسناد تجوز أي يطفئ نيران فتنتها وظلمها، أو إلى الفتن بقرينة المقام، وفي بعض النسخ " ويطبقها " أي يعمها وهو أظهر قوله: " حتى يسئل فيه " (2) أي يقتل الناس كثيرا .

(١) كامل الزيارات: ٣٣٢ - 335.
(2) في المصدر: يشك فيه
(٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 ... » »»
الفهرست