بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٨ - الصفحة ٦٦
26 - تفسير الإمام العسكري: قوله عز وجل: " ولقد جائكم موسى بالبينات ثم اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون " (1) قال الامام: قال الله تعالى لليهود الذين تقدم ذكرهم:
" ولقد جائكم موسى بالبينات " الدالات على نبوته، وعلى ما وصفه من فضل محمد وشرفه على الخلائق، وأبان عنه من خلافة علي (عليه السلام) ووصيته وأمر خلفائه بعده " ثم اتخذتم العجل " إلها " من بعده " بعد انطلاقه إلى الجبل وخالفتم خليفته الذي نص عليه وتركه عليكم وهو هارون " وأنتم ظالمون " كافرون بما فعلتم من ذلك.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لعلي بن أبي طالب (عليه السلام) وقد مر معه بحديقة حسنة فقال علي (عليه السلام): ما أحسنها من حديقة؟ فقال: يا علي لك في الجنة أحسن منها إلى أن مر بسبع حدائق كل ذلك علي (عليه السلام) يقول ما أحسنها؟ ويقول رسول الله (صلى الله عليه وآله) لك في الجنة أحسن منها، ثم بكى رسول الله (صلى الله عليه وآله) بكاء شديدا فبكى على (عليه السلام) لبكائه ثم قال: ما يبكيك يا رسول الله؟ قال: يا أخي يا أبا الحسن، ضغاين في صدور قوم يبدونها لك بعدى، قال علي: يا رسول الله في سلامة من ديني؟ قال: في سلامة من دينك، قال: يا رسول الله إذا سلم لي ديني فما يسوؤني ذلك (2).
.

(١) البقرة: ٩٢ (٢) حديث الحدائق السبعة مستفيض بل متواتر عنه ص وسيجئ تحت الرقم ٣٣ أيضا وقد أخرجه العلامة المرعشي دام ظله في ج ٦ ص ١٨١ من شرحه على الاحقاق من حديث أبي عثمان النهدي عن ١٦ كتابا منها مستدرك الحاكم ج ٣ ص ١٣٩، تاريخ بغداد ج ١٢ ص ٣٩٨ ومن حديث ابن عباس عن ٣ كتب منها مجمع الزوائد ج ٩ / ١١٨ قال رواه الطبراني، وعن حديث انس عن ٣ كتب أخرى منها منتخب كنز العمال ج ٥ ص ٥٣ أضف إلى ذلك شرح النهج الحديدي ج 1 ص 372، رواه عن يونس بن حباب عن انس ولفظه في ذيل الحديث: "... فقال يا رسول الله أفلا أضع سيفي على عاتقي فأبيد خضراءهم؟ قال بل تصبر قال: فان صبرت، قال: تلاقى جهدا، قال: أفي سلامة من ديني، قال: نعم، قال:
فإذا لا أبالي.
وروى بعد ذلك عن جابر الجعفي عن الباقر (عليه السلام) قال: قال على (عليه السلام): ما رأيت منذ بعث الله محمدا رخاء لقد أخافتني قريش صغيرا وأنصبتني كبيرا حتى قبض الله رسوله فكانت الطامة الكبرى، والله المستعان على ما تصفون.
وأخرج ابن شهرآشوب في مناقبه ج 1 ص 323 حديث الحدائق السبعة عن مسند أبى يعلى واعتقاد الأشنهي ومجموع أبى العلاء الهمداني وقد رووه عن أنس وأبى برزة وأبي رافع وأخرجه عن إبانة ابن بطة وقد رواه عن ثلاثة طرق ولفظه في ذيل الحديث: قال يا رسول الله كيف أصنع؟ قال: تصبر فإن لم تصبر تلق جهدا وشدة، وقال: يا رسول الله أتخاف فيها هلاك ديني؟ قال: بل فيها حياة دينك.
ثم روى بعد ذلك مرسلا مثل ما مر عن شرح النهج ولفظه: قال أمير المؤمنين: ما رأيت منذ بعث الله محمدا رخاء - فالحمد لله - ولقد خفت صغيرا وجاهدت كبيرا أقاتل المشركين و أعادي المنافقين حتى قبض الله نبيه، فكانت الطامة الكبرى، فلم أزل محاذرا وجلا أخاف أن يكون مالا يسعني فيه المقام، فلم أر بحمد الله الا خيرا، حتى مات أبو بكر فكانت أشياء ففعل الله ما شاء ثم أصيب فلان، فما زلت بعد فيما ترون دائبا أضرب بسيفي صبيا حتى كنت شيخا
(٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 ... » »»
الفهرست