بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٨ - الصفحة ٦١
ينجو منهم ناج " ولقد صدق عليهم إبليس ظنه " وهو كذوب إنه لا ينفع مع عداوتكم عمل صالح، ولا يضر مع محبتكم وموالاتكم ذنب غير الكبائر.
قال زائدة: ثم قال علي بن الحسين (عليهما السلام) بعد أن حدثني بهذا الحديث:
خذه إليك، وأما لو ضربت في طلبه آباط الإبل حولا لكان قليلا (1).
بيان: الطف اسم لكربلا، قال الفيروزآبادي: الطف موضع قرب الكوفة و الصرع الطرح على الأرض، والتصريع الصرع بشدة، ورمل الثوب لطخه بالدم، وأرمل السهم تلطخ بالدم، والعراء الفضاء لا يستر فيه بشئ، والتعريج على الشئ الإقامة عليه، وتضرج بالدم أي تلطخ، وضرج أنفه بدم بالتشديد أي أدماه ودرس الرسم دروسا عفا، ودرسته الريح لازم ومتعد، والحريرة دقيق يطبخ بلبن، والعس بالضم القدح العظيم، ورمق بطرفه أي نظر، ونشج الباكي كضرب نشيجا إذا غص بالبكاء في حلقه من غير انتخاب، ونشج بصوته نشيجا ردده في صدر، والصوب الانصباب، ومجئ السماء بالمطر، وخبطه ضربه شديدا، والقوم بسيفه جلدهم، والمضطهد بالفتح المقهور المضطرة، وضفة النهر بالكسر جانبه و الكتيبة الجيش، والتزعزع التحرك، وكذلك الميد، والاصطفاق الاضطراب، و الموثور من قتل له قتيل فلم يدرك بدمه، وضرب آباط الإبل كناية عن الركض والاستعجال.
ثم اعلم أن رواية سيد الساجدين (عليه السلام) هذا الخبر عن عمته واستماعه لها لا ينافي كونه (عليه السلام) عالما بذلك قبله، إذ قد تكون في الرواية عن الغير مصلحة، و قد يكون للاستماع إلى حديث يعرفه الانسان تأثير جديد في أحوال الحزن، مع أنه يحتمل أن يكون الاستماع لتطييب قلب عمته رضي الله عنها.
24 - كامل الزيارة: محمد الحميري، عن أبيه، عن علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد، عن عبد الله الأصم، عن حماد بن عثمان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لما اسرى بالنبي (صلى الله عليه وآله) قيل له: إن الله مختبرك في ثلاث لينظر

(٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 ... » »»
الفهرست