بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٨ - الصفحة ٦٣
فقيل: ارفع رأسك، فنظرت إلى رجل من أحسن الناس صورة وأطيبه ريحا، والثور يسطع من فوقه ومن تحته، فدعوته فأقبل إلى وعليه ثياب النور، وسيماء كل خير، حتى قبل بين عيني، ونظرت إلى ملائكة قد حفوا به لا يحصيهم إلا الله جل وعز، فقلت يا رب لمن يغضب هذا ولمن أعددت هؤلاء وقد وعدتني النصر فيهم، فأنا أنتظره منك، فهؤلاء أهلي وأهل بيتي وقد أخبرتني بما يلقون من بعدي ولو شئت لأعطيتني النصر فيهم على من بغى عليهم، وقد سلمت وقبلت ورضيت، ومنك التوفيق والرضا والعون على الصبر.
فقيل لي: أما أخوك فجزاؤه عندي جنة المأوى نزلا بصبره، أفلج حجته على الخلائق يوم البعث، وأوليه حوضك يسقي منه أولياءكم، ويمنع منه أعداءكم و أجعل جهنم عليه بردا وسلاما يدخلها فيخرج من كان في قلبه مثقال ذرة من المودة وأجعل منزلتكم في درجة واحدة من الجنة.
وأما ابنك المقتول المخذول وابنك المغدور المقتول صبرا فإنهما مما أزين بهما عرشي، ولهما من الكرامة سوى ذلك ما لا يخطر على قلب بشر لما أصابهما من البلاء (1) ولكل من أتى قبره من الخلق (2) لان زواره زوارك، وزوارك زواري، وعلى كرامة زائري، وأنا اعطيه ما سأل وأجزيه جاء يغبطه من نظر إلى تعظيمي له، وما أعددت له من كرامتي.
وأما ابنتك فانى أوقفها عند عرشي فيقال لها: إن الله قد حكمك في خلقه فمن ظلمك وظلم ولدك فاحكمي فيه بما أحببت، فاني أجيز حكومتك فيهم، فتشهد العرصة فإذا أوقف من ظلمها أمرت به إلى النار، فيقول الظالم " وا حسرتاه على ما .

(1) فعلى فتوكل خ، وهو ثبت في المصدر.
(2) قوله " ولكل من أتى قبره من الخلق " عطف على قوله " ولهما من الكرامة سوى ذلك " الخ، أي لهما ولكل من أتى قبره من الخلق من الكرامة سوى ذلك مالا يخطر على قلب بشر، فما في المصدر وهكذا هامش نسخة الكمباني: " ولكل من أتى قبره من الخلق من - الكرامة " سهو زائد
(٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 ... » »»
الفهرست