كيف يقع على علي بن أبي طالب (عليه السلام) ووقعة الجمل ومسير عائشة وطلحة والزبير ووقعة صفين ومن يقتل بها، ووقعة النهروان وأمر الحكمين، وملك معاوية ومن يقتل من الشيعة، وما تصنع الناس بالحسن، وأمر يزيد بن معاوية حتى انتهى إلى قتل الحسين (عليه السلام) فسمعت ذلك فكان كما قرأ لم يزد ولم ينقص ورأيت خطه في الصحيفة لم يتغير ولم يعفر.
فلما أدرج الصحيفة قلت يا أمير المؤمنين، لو كنت قرأت علي بقية الصحيفة قال: لا، ولكني أحدثك بما فيها من أمر بيتك وولدك، وهو أمير فضيح من قتلهم لنا وعداوتهم لنا، وسوء ملكهم وشوم قدرتهم، فأكره أن تسمعه فتغتم، ولكني أحدثك أخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عند موته بيدي ففتح لي ألف باب من العلم ففتح لي من كل باب الف باب، وأبو بكر وعمر ينظران إلى وهو يشير إلى بذلك، فلما خرجت قالا لي: ما قال لك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وسلم فحدثتهما بما قال لي: فحركا أيديهما ثم حكيا قولي، ثم وليا.
يا ابن عباس إن ملك بني أمية إذا زال أول من يملك ولدك من بني هاشم فيفعلون الأفاعيل، قال ابن عباس لئن نسخني ذلك الكتاب كان أحب إلى مما طلعت عليه الشمس (1).