بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٨ - الصفحة ٣٣٦
قال هشام عن أبي مخنف قال: قال عبد الله بن عبد الرحمن: فأقبل الناس من كل جانب يبايعون أبا بكر، وكادوا يطأون سعد بن عبادة، فقال ناس من أصحاب سعد: اتقوا سعدا لا تطأوه، فقال عمر: اقتلوه قتله الله (1) ثم قام على رأسه فقال: لقد هممت أن أطأك حتى تندر عضدك، فأخذ قيس بن سعد (2) بلحية عمر ثم قال: والله لئن حصحصت منه شعرة ما رجعت وفي فيك واضحة، فقال أبو بكر مهلا يا عمر الرفق هيهنا أبلغ: فأعرض عنه، وقال سعد: أما والله لو أرى من قوة ما أقوى على النهوض، لسمعتم مني بأقطارها وسككها زئيرا يحجرك وأصحابك أما والله إذا لألحقنك بقوم كنت فيهم تابعا غير متبوع، أحملوني من هذا المكان فحملوه فأدخلوه داره، وترك أياما.
ثم بعث إليه أن أقبل فبايع! فقد بايع الناس وبايع قومك، فقال أما والله حتى أرميكم بما في كنانتي من نبل، وأخضب منكم سنان رمحي، وأضربكم بسيفي ما ملكته يدي، وأقاتلكم بأهل بيتي ومن أطاعني من قومي، ولا أفعل، وأيم الله لو أن الجن اجتمعت لكم مع الانس، ما بايعتكم حتى أعرض على ربي وأعلم ما حسابي، فلما أتي أبو بكر بذلك، قال له عمر: لا تدعه حتى يبايع، فقال له بشير بن سعد إنه قد لج وأبا فليس يبايعكم حتى يقتل، وليس بمقتول حتى يقتل معه ولده وأهل بيته وطائفة من عشيرته، فليس تركه بضاركم، إنما هو رجل واحد، فتركوه وقبلوا مشورة بشير بن سعد، واستنصحوه لما بدا لهم منه، وكان سعد لا يصلي

(1) وفى حديث عمر - وهو مثبت في الصحاح والمسانيد -: " ثم نزونا على سعد حتى قال قائلهم: قتلتم سعد بن عبادة، فقلت: قتل الله سعدا " والظاهر من لفظه أنه هو وأصحابه هم الذين وطأوه وداسوه، الطبري 3 / 206، سيرة ابن هشام 2 / 660 البخاري 8 / 210.
(2) في الطبري: فأخذ سعد بلحية عمر...
(٣٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 331 332 333 334 335 336 337 338 339 340 341 ... » »»
الفهرست