بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٨ - الصفحة ٣٢٢
فكسره، ثم أخرجهم بتلابيبهم يساقون سوقا عنيفا حتى بايعوا أبا بكر (1).
قال أبو زيد: روى النضر بن شميل قال: حمل سيف الزبير لما ندر من يده إلى أبي بكر وهو على المنبر يخطب، فقال اضربوا به الحجر وقال أبو عمرو بن حماس: ولقد رأيت الحجر وفيه تلك الضربة والناس يقولون هذا أثر ضربة سيف الزبير (2).
وروى أيضا عن الجوهري عن أبي بكر الباهلي عن إسماعيل بن مجالد عن الشعبي قال: قال أبو بكر: يا عمر أين خالد بن الوليد؟ قال: هو هذا، فقال انطلقا إليهما يعنى عليا (عليه السلام) والزبير، فأتياني بهما، فدخل عمر، ووقف خالد على الباب من خارج فقال عمر للزبير: ما هذا السيف؟ قال أعددته لا بايع عليا، قال:
وكان في البيت ناس كثير منهم المقداد بن الأسود وجمهور الهاشميين فاخترط عمر السيف، فضرب بن صخرة في البيت فكسره، ثم أخذ بيد الزبير فأقامه ثم دفعه فأخرجه وقال: يا خالد دونك هذا، فأمسكه خالد، وكان في الخارج مع خالد جمع كثير من الناس أرسلهم أبو بكر ردءا لهما، ثم دخل عمر فقال لعلي (عليه السلام) قم فبايع فتلكأ واحتبس فأخذ بيده فقال: قم فأبى أن يقوم فحمله ودفعه كما دفع الزبير ثم أمسكهما خالد وساقهما عمر ومن معه سوقا عنيفا واجتمع الناس ينظرون، وامتلأت شوارع المدينة بالرجال، ورأت فاطمة عليها السلام ما صنع عمر، فصرخت و ولولت، واجتمعت معها نسوة كثيرة من الهاشميات وغيرهن، فخرجت إلى باب حجرتها ونادت يا أبا بكر ما أسرع ما أغرتم على أهل بيت رسول الله، والله لا أكلم عمر حتى ألقى الله، قال: فلما بايع علي عليه السلام والزبير، وهدأت تلك الفورة، مشى إليها أبو بكر بعد ذلك، فشفع لعمر وطلب إليها فرضيت عنه (3).
قال ابن أبي الحديد بعد ايراد تلك الأخبار والصحيح عندي أنها ماتت وهي واجدة على أبي بكر وعمر وأنها أوصت أن لا يصليا عليها وذلك عند أصحابنا من الصغاير المغفورة لهما، وكان الأولى بهما إكرامها، واحترام منزلتها، لكنهما خافا

(1) شرح النهج 2 / 19 (2) شرح النهج 2 / 19 (3) شرح النهج 2 / 19
(٣٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 316 317 318 319 321 322 323 324 325 326 327 ... » »»
الفهرست