بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٨ - الصفحة ٢٩١
العوام (1) وحذيفة يقول: " والله ليفعلن ما أخبرتكم به، فوالله ما كذبت ولا كذبت " وإذا القوم يريدون أن يعيدوا الامر شورى بين المهاجرين والأنصار، فقال حذيفة: انطلقوا بنا إلى أبي بن كعب فقد علم مثل ما علمت.
فانطلقوا إلى أبي بن كعب، وضربنا عليه بابه، فأتى حتى صار خلف الباب ثم قال: من أنتم؟ فكلمه المقداد، فقال: ما جاء بك؟ فقال: افتح فان الامر الذي جئنا فيه أعظم من أن يجري وراء الباب، فقال: ما أنا بفاتح بابي، وقد علمت ما جئتم له، وما أنا بفاتح بابي كأنكم أردتم النظر في هذا العقد؟ فقلنا: نعم، فقال: أفيكم حذيفة؟ فقلنا: نعم، فقال: القول ما قال حذيفة، فأما أنا فلا أفتح بابي حتى يجري على ما هو جار عليه، وما يكون بعدها شر منها، وإلى الله جل ثناؤه المشتكى قال: فرجعوا ثم دخل أبي بن كعب بيته.
قال وبلغ أبا بكر وعمر الخبر (2) فأرسلا إلى أبي عبيدة بن الجراح والمغيرة ابن شعبة، فسألاهما الرأي، فقال المغيرة بن شعبة: أرى أن تلقوا العباس بن عبد المطلب فتطمعوه في أن يكون له في هذا الامر نصيب، يكون له ولعقبه من بعده، فتقطعوه بذلك عن ابن أخيه علي بن أبي طالب، فان العباس لو صار معكم كانت الحجة .

(١) زاد في النهج: أبا الهيثم ابن التيهان.
(٢) وفى تاريخ اليعقوبي ٢ / 114 " أنه تخلف عن بيعة أبى بكر قوم من المهاجرين والأنصار ومالوا مع علي بن أبي طالب منهم العباس والفضل بن العباس والزبير بن العوام وخالد ابن سعيد بن العاص والمقداد بن عمرو وسلمان الفارسي وأبو ذر الغفاري وعمار بن ياسر والبراء ابن عازب وأبي بن كعب فأرسل أبو بكر إلى عمر بن الخطاب وأبى عبيدة بن الجراح والمغيرة ابن شعبة فقال: ما الرأي؟ قالوا: الرأي أن تلقى العباس... ثم ساق القصة بنحو ما ساقه شارح النهج.
وروى ابن قتيبة في كتابه الإمامة والسياسة 1 - 21 قصة مشاورتهم المغيرة بن شعبة و رأيه بنحو مما ساقه اليعقوبي في تاريخه، من شاءه فليراجعه
(٢٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 286 287 288 289 290 291 292 293 294 295 296 ... » »»
الفهرست