بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٨ - الصفحة ١٥١
كما أنه كافى الدلالة على كفرها ونفاقها المانعين من قبول روايتها مطلقا وسيأتي في أبواب فضايل أمير المؤمنين (عليه السلام) من الاخبار العامية وغيرها الدالة على كفر مبغضه (عليه السلام) (1) ما فيه كفاية، ولو قبلنا من المخالفين دعواهم الباطل في توبتها و رجوعها (2) فمن أين لهم إثبات ورود تلك الأخبار بعدها، فبطل التمسك بها.

(١) راجع بحار الأنوار ج ٣٩ ص ٢٤٦ - ٣١٠، وناهيك قوله عليه السلام " والله انه مما عهد إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه لا يبغضني الا منافق ولا يحبني الا مؤمن " وقد أخرجه مسلم في ١ / ٦٠، ابن حنبل في ج ١ / ٨٤ و ٩٥ و ١٢٨ ج ٦ ص ٢٩٢، ابن ماجة في المقدمة تحت الرقم ١١٤ والنسائي في كتاب الايمان الباب ١٩، الترمذي كتاب المناقب الرقم، 3819، والبيهقي في سننه ج 2 ص 271.
(2) ولعمري لقد كان رسول الله يشفق من سوء صنيعها وما تحدث في الناس من الفتن المضلة الهالكة للأمة، من دون توبة منها، حيث تمنى موتها في ابتداء هذه الشكوى:
فقد روى ابن سعد في الطبقات ج 2 ق 2 ص 10 عن عائشة قالت بدء برسول الله شكواه الذي توفى فيه وهو في بيت ميمونة، فخرج في يومه ذلك حتى دخل على فقلت: وا رأساه، فقال:
وددت أن ذلك يكون وأنا حي فأصلي عليك وأدفنك، فقلت غيري: أو كأنك تحب ذلك؟ لكأني أراك في ذلك اليوم معرسا ببعض نساء! فقال رسول الله: بل أنا وا رأساه ثم رجع إلى بيت ميمونة فاشتد وجعه.
وروى ابن ماجة ج 1 ص 470 تحت الرقم 1465 الباب 9 من كتاب الجنائز أنها قالت: رجع رسول الله من البقيع فوجدني وأنا أجد صداعا في رأسي وأنا أقول: وا رأساه!
فقال: " بل أنا وا رأساه " ثم قال: ما ضرك لو مت قبلي فقمت عليك فغسلتك وكفنتك وصليت عليك ودفنتك "... وقال في ذيل الحديث نقلا عن الزوائد: اسناد رجاله ثقات، رواه البخاري من وجه آخر مختصرا.
أقول ترى الحديث بلفظ ابن ماجة في سنن الدارمي المقدمة تحت الرقم 14 (وأخرجه في مشكاة المصابيح: 549) مسند ابن حنبل ج 6 ص 228، واعترف المولى على القارى في محكى المرقاة بأن في قوله ص " ودفنتك " ايماء إلى أن موتها في حياته خير من حياتها بعد مماته.
وأما رواية البخاري، فقد روى في كتاب المرضى تحت الرقم: 16 (ج 7 ص 155) وفى كتاب الأحكام الرقم 51 (ج 9 ص 190) باسناده عن القاسم بن محمد قال: قالت عائشة وا رأساه فقال رسول الله: ذاك لو كان وأنا حي فأستغفر لك وأدعو لك، فقالت: وا ثكلياه! والله انى لأظنك تحب موتى، ولو كان ذلك لظللت آخر يومك معرسا ببعض أزواجك، الحديث.
فتراها كيف يستوحش عن الموت بعد ما تمناه لها رسول الله ووعدها بالاستغفار والدعاء فرغبت عن استغفار الرسول ودعائه والدخول في الجنة، فحييت واشتغلت بالفتن والاحداث حتى صدق فيه قوله عز وجل " ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين " (البخاري 6 / 195).
(١٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 ... » »»
الفهرست