بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٨ - الصفحة ١٤٩
المرض وأشرف على الموت، يقال: عز يعز بالفتح إذا اشتد به المرض وغيره، واستعز عليه إذا اشتد عليه وغلبه، ثم يبنى الفعل للمفعول به الذي هو الجار و المجرور، وقال في حديث عمر " إنه كان مجهرا " أي صاحب جهر ورفع لصوته، يقال: جهر بالقول إذا رفع به صوته فهو جهر، وأجهر فهو مجهر إذا عرف بشدة الصوت، وقال الجوهري: رجل مجهر بكسر الميم إذا كان من عادته أن يجهر بكلامه.
أقول: فإذ قد تبينت لك تلك الأخبار، فلنشرع في الكلام عليها وإبطال التمسك بها فنقول:
أما الجواب عنها على وجه الاجمال: فهو أنها أخبار آحاد لم تبلغ حد التواتر، وقد وردت من جانب الخصوم وتعارضها رواياتنا الواردة عن أهل البيت عليهم السلام وقد تقدم بعضها فلا تعويل عليها.
وأما على التفصيل: فان أكثر الروايات المذكورة تنتهي إلى عائشة وهي امرأة لم تثبت لها العصمة بالاتفاق، وتوثيقها محل الخلاف بيننا وبين المخالفين، وسيأتي في أخبارنا من ذمها والقدح فيها، وأنها كانت ممن يكذب على رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما فيه كفاية للمستبصر، ومع ذلك يقدح في رواياتها تلك بخصوصها أن فيها التهمة من وجهين:
أحدهما: بغضها لأمير المؤمنين (عليه السلام) كما ستطلع عليه من الأخبار الواردة في ذلك من طرق أصحابنا والمخالفين.
وذكر السيد الاجل رضي الله عنه في الشافي: أن محمد بن إسحاق روى أن
(١٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 ... » »»
الفهرست