بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٨ - الصفحة ١٤٣
صلاها (1).
14 - وروى عن أنس في باب فضل أبي بكر أن أبا بكر كان يصلي بهم في وجع النبي الذي توفي فيه حتى إذا كان يوم الاثنين وهم صفوف في الصلاة، كشف رسول الله (صلى الله عليه وآله) ستر الحجرة فنظر إلينا وهو قائم، كأن وجهه ورقة مصحف، ثم تبسم فضحك فهممنا أن نفتتن من الفرح برؤية النبي (صلى الله عليه وآله) فنكص أبو بكر على عقبه ليصل الصف وظن أن النبي (صلى الله عليه وآله) خارج إلى الصلاة، فأشار إلينا النبي (صلى الله عليه وآله) أن أتموا صلاتكم، وأرخى الستر، فتوفى من يومه (2).
15 - قال وفي أخرى لم يخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثلاثا وأبو بكر يصلى بالناس، فأقيمت الصلاة فذهب أبو بكر يتقدم، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالحجاب فرفعه فلما وضح وجه رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما نظرنا منظرا كان أعجب إلينا من رسول الله (صلى الله عليه وآله) حين وضح لنا فأومأ بيده إلى أبي بكر أن يتقدم، وأرخى الحجاب فلم نقدر عليه حتى مات (3).

(١) جامع الأصول ٦ / ٤٠٤، سنن الترمذي ١ / ٢٢٦، والحديث يناقض كل ما مر.
(٢) جامع الأصول ج ٩ ص ٤٣٩ وقال أخرجه البخاري ومسلم (ج ٢ ص ٢٤ و ٢٥) وهذان الحديثان مما يدل على أن أبا بكر كان يصلى بهم أيام شكوى رسول الله، وقد عرفت أنه كان في جيش أسامة مأمورا بالخروج إلى الجرف معسكره فاستأذن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في غد يومه هذا فخرج إلى السنخ فلم يكن حين صلاة الظهر ولا العصر بالمدينة حتى يصلى بهم ورسول الله يشير إليهم أن أتموا صلاتكم.
بل ومن المقطوع في حديث السقيفة على ما سيجئ شرحه أنه لم يرجع من السنح الا بعد ما مات رسول الله وبعد ما كثرت القالة من عمر أن رسول الله لم يمت ولكنه ذهب إلى ربه الخبر.
وإنما قلنا بأن الصلاة كانت صلاة ظهر أو عصر، دون العشاء والفجر، لترائي وجه رسول الله واضحا كأنه ورقة مصحف، وقد مر أن ذلك يناقض ما روى سابقا أن الصلاة كانت عشاء ويناقض ما يأتي بعد ذلك آنفا أن الصلاة كانت صلاة فجر.
(3) تقدم آنفا تحت رقم 2.
(١٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 ... » »»
الفهرست