وليس في رقبته بيعة لامام مات ميتة جاهلية، ولا يعذر الناس حتى يعرفوا إمامهم فمن مات وهو عارف لامامه لم يضره تقدم هذا الامر أو تأخر فكان كمن هو مع القائم في فسطاطه، قال: ثم مكث هنيئة ثم قال: لا بل كمن قاتل معه، ثم قال: لا بل والله كمن استشهد مع رسول الله صلى الله عليه وآله.
117 - وعن الحارث بن الأحول قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال لعلي عليه السلام: لما أسري بي إلى السماء رأيت في الجنة نهرا أبيض من اللبن وأحلى من العسل فيه أباريق عدد نجوم السماء، على شاطئه قباب الياقوت الأحمر والدر الأبيض، فضرب جبرئيل بجناحه إلى جانبه فإذا هو مسك أدفر.
ثم قال: والذي نفس محمد بيده إن فيها لشجرا يصفقن بالتسبيح بصوت لم يسمع الأولون والآخرون بمثله: يثمرن أثداء كالرمان تلقي الثمرة إلى الرجل فيشقها عن سبعين حلة. والمؤمنون يا علي على كراسي من نور، وهم الغر المحجلون، وأنت إمامهم على الرجل نعلان يضئ له شراكهما أمامه حيث شاء من الجنة، فبينا المؤمن كذلك إذا أشرفت عليه امرأة من فوقهم فتقول: سبحان الله يا عبد الله أما لنا منك دولة؟ فيقول:
ومن أنت؟ فتقول: أنا من اللواتي قال الله: (ولدينا مزيد (1)).
فبينا هو كذلك إذ أشرفت عليه أخرى من فوقهم فتقول: سبحان الله يا عبد الله أما لنا منك دولة؟ فيقول: ومن أنت؟ فتقول: أنا من اللواتي قال الله: (فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون (2)) ثم قال: والذي نفس محمد بيده إنه ليجيئه سبعون ألف ملك يسمونه باسمه واسم أبيه.
118 - وقال أبو عبد الله عليه السلام: وفد إلى الحسين صلوات الله عليه وفد فقالوا:
يا بن رسول الله إن أصحابنا وفدوا إلى معاوية ووفدنا نحن إليك فقال: إذن أجيزكم بأكثر مما يجيزهم، فقالوا: جعلنا فداك إنما جئنا لديننا، قال: فطأطأ رأسه ونكت (3)