بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٠ - الصفحة ٨٦
ناشدني الله والرحم، والله (1) لا عاش بعدها أبدا، فمات طلحة في مكانه، وبشر النبي صلى الله عليه وآله بذلك فسر به، وقال: هذا كبش الكتيبة.
وقد روى محمد بن مروان، عن عمارة، عن عكرمة قال: سمعت عليا عليه السلام يقول:
لما انهزم الناس يوم أحد عن رسول الله صلى الله عليه وآله لحقني من الجزع عليه ما لم يلحقني قط ولم أملك نفسي، وكنت أمامه أضرب بسيفي بين يديه، فرجعت أطلبه فلم أره فقلت: ما كان رسول الله صلى الله عليه وآله ليفر، وما رأيته في القتلى، وأظنه رفع من بيننا إلى السماء، فكسرت جفن سيفي، وقلت في نفسي: لأقاتلن به عنه حتى اقتل، وحملت على القوم فأفرجوا عني وإذا (2) أنا برسول الله صلى الله عليه وآله قد وقع على الأرض مغشيا عليه فقمت على رأسه، فنظر إلي فقال (3): ما صنع الناس يا علي؟ فقلت: كفروا يا رسول الله، وولوا الدبر من العدو وأسلموك، فنظر النبي صلى الله عليه وآله إلى كتيبة قد أقبلت إليه (4) فقال لي: رد عني يا علي هذه الكتيبة فحملت عليها أضربها بسيفي يمينا وشمالا حتى ولوا الادبار، فقال النبي صلى الله عليه وآله: أما تسمع يا علي مديحك (5) في السماء، إن ملكا يقال له: رضوان ينادي: لا سيف إلا ذو الفقار، ولا فتى إلا علي.
فبكيت سرورا وحمدت الله سبحانه وتعالى على نعمته.
وقد روى الحسن بن عرفة، عن عمارة بن محمد، عن سعد بن طريف، عن أبي جعفر محمد بن علي عليه السلام عن آبائه عليهما السلام قال: نادى ملك من السماء يوم أحد: لا سيف إلا ذو الفقار، ولا فتى إلا علي.
وروى مثل ذلك إبراهيم بن محمد بن ميمون، عن عمرو بن ثابت، عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه، عن جده قال: ما زلنا نسمع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله يقولون: نادى في يوم أحد مناد من السماء: لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي.

(1) ووالله خ ل.
(2) فإذا خ ل.
(3) وقال خ ل.
(4) عليه خ ل.
(5) مدحتك خ ل.
(٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 ... » »»
الفهرست