بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٠ - الصفحة ٨٨
له النبي صلى الله عليه وآله: أبشر يا علي فإن الله منجز وعده، ولن ينالوا منا (1) مثلها أبداء، ثم نظر إلى كتيبة قد أقبلت إليه فقال له: احمل (2) على هذه يا علي، فحمل أمير المؤمنين عليه السلام عليها فقتل منها هشام بن أمية (3) المخزومي، وانهزم القوم، ثم أقبلت كتيبة أخرى فقال له النبي صلى الله عليه وآله: احمل على هذه، فحمل عليها فقتل منها عمرو بن عبد الله الجمحي (4)، وانهزمت أيضا، ثم أقبلت كتيبة أخرى فقال له النبي صلى الله عليه وآله: احمل على هذه، فحمل عليها فقتل منها بشر بن مالك العامري، و انهزمت الكتيبة ولم يعد (5) بعدها أحد منهم، وتراجع المنهزمون من المسلمين إلى النبي صلى الله عليه وآله، وانصرف المشركون إلى مكة، وانصرف المسلمون مع النبي صلى الله عليه وآله إلى المدينة، فاستقبلته فاطمة عليها السلام ومعها إناء فيه ماء فغسل به وجهه، ولحقه أمير المؤمنين عليه السلام وقد خضب الدم يده إلى كتفه، ومعه ذو الفقار فناوله فاطمة عليها السلام وقال لها: خذي هذا السيف فقد صدقني اليوم، وأنشأ يقول:
أفاطم هاك السيف غير ذميم * فلست برعديد ولا بمليم لعمري لقد أعذرت في نصر أحمد * وطاعة رب بالعباد عليم أميطي دماء القوم عنه فإنه * سقى آل عبد الدار كأس حميم وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: خذيه يا فاطمة فقد أدي بعلك ما عليه، وقد قتل الله بسيفه صناديد قريش.
وقد ذكر أهل السير قتلى أحد من المشركين، وكان (6) جمهورهم قتلى

(1) ولن ينالوا لنا خ ل.
(2) لو حملت خ ل.
(3) في السيرة: هشام بن أبي أمية بن المغيرة.
(4) عد ابن هشام من قتلى المشركين من بنى جمح بن عمرو: عمرو بن عبد الله بن عمير ابن وهب بن حذافة بن جمح: وقال: هو أبو عزة قتله رسول الله صلى الله عليه وآله صبرا.
أقول: وتقدم قصة قتل أبى عزة، فعليه ففي ذلك وهم، أو يحمل على تعدد عمرو بن عبد الله.
(5) فلم يعد خ ل.
(6) فكان خ ل.
(٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 ... » »»
الفهرست