بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٠ - الصفحة ٨
وحضر الأضحى فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله إلى المصلى فصلى بالمسلمين وهي أول صلاة عيد صلاها، وضحى فيه رسول الله صلى الله عليه وآله بشاتين، وقيل: بشاة، وكان أول أضحى رآه المسلمون وضحى معه ذووا اليسار (1)، وكانت الغزوة في شوال بعد بدر وقيل: كانت في صفر سنة ثلاث جعلها بعد غزوة الكدر.
قال ابن إسحاق: كانت في شوال سنة اثنتين،، وقال الواقدي: كانت في محرم سنة ثلاث، وكان قد بلغ رسول الله صلى الله عليه وآله اجتماع بني سليم في ماء لهم (2) يقال له:
الكدر بضم الكاف وسكون الدال المهملة، فسار رسول الله إلى الكدر فلم يلق كيدا وكان لواؤه مع علي عليه السلام، واستخلف على المدينة ابن أم مكتوم، وعاد ومعه النعم والرعاء، وكان قدومه في قول لعشر ليال مضين من شوال، وبعد قدومه أرسل غالب ابن عبد الله الليثي في سرية إلى بني سليم وغطفان فقتلوا فيهم وغنموا النعم، واستشهد من المسلمين ثلاثة نفر، وعادوا منتصف شوال، ثم كان غزوة السويق، وفي ذي الحجة من السنة الثانية مات عثمان بن مظعون فدفن بالبقيع، وجعل رسول الله صلى الله عليه وآله على رأس قبره حجرا علامة لقبره (3).

(١) ذكر ذلك المقريزي بعد غزوة السويق.
(٢) في المصدر: على ماء لهم.
(٣) الكامل ٢: ٩٧ و 98 زاد فيه: وقيل. ان الحسن بن علي عليه السلام ولد فيها، و قيل: إن علي بن أبي طالب عليه السلام بنى بفاطمة على رأس اثنين وعشرين شهرا، فإذا كان هذا صحيحا فالأول باطل. وفي هذه السنة كتب المعاقلة وقربه بسيفه انتهى، وفي الامتاع:
كتب صلى الله عليه وآله وسلم في هذه السنة المعاقل والديات وكانت معلقة بسيفه انتهى.
أقول: الظاهر أن كتابه هذا غير ما كتب بين المهاجرين والأنصار لموادعة اليهود الذي ذكرناه سابقا، حيث إنه وقع في العام الأول، ولم نظفر إلى الان في كتب العامة بما ورد في ذلك الكتاب بتفصيله غير مسائل قليلة، والكتاب كان بعده صلى الله عليه وآله عند علي عليه السلام وورثه ذريته المعصومون بعده، وهو الموجود حتى اليوم في أيدي شيعتهم، واختصوا بروايته دون غيرهم وهو من منن الله تعالى عليهم، والكتاب مشهور بكتاب الديات (وديات ناصح بن ظريف) وقد أشرنا إليه بتفصيل في مقدمتنا على كتاب وسائل الشيعة راجعه.
(٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 ... » »»
الفهرست