بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٠ - الصفحة ١٣
لا يذهبون بها علينا (1) عند رسول الله، فتذاكر الخزرج من يعادي رسول الله صلى الله عليه وآله كابن الأشرف، فذكروا ابن أبي الحقيق وهو بخيبر فاستأذنوا رسول الله صلى الله عليه وآله في قتله فأذن لهم، فخرج إليه من الخزرج عبد الله بن عتيك ومسعود بن سنان و عبد الله بن أنيس وأبو قتادة وخزاعي بن الأسود حليف لهم، وأمر عليهم عبد الله بن عتيك فخرجوا حتى قدموا خيبر، فأتوا دار أبي رافع ليلا فلم يدعوا بابا في الدار إلا أغلقوه على أهله وكان في علية (2) فاستأذنوا عليه فخرجت امرأته فقالت: من أنتم؟ قالوا: من العرب نلتمس الميرة، قال: (3) ذاك صاحبكم، فادخلوا عليه، فلما دخلوا أغلقوا باب العلية وبدروه على فراشه، فصاحت المرأة، فجعل الرجل منهم يريد قتلها فيذكر نهي النبي صلى الله عليه وآله إياهم عن قتل النساء والصبيان، فيكف عنها فضربوه بأسيافهم، وتحامل عليه عبد الله بن أنيس بسيفه في بطنه حتى أنفذه، ثم خرجوا من عنده، وكان عبد الله بن عتيك سيئ البصر فوقع من الدرجة فوثبت رجله وثبا شديدا (4)، واحتملوه ورجعوا (5)، وطلبتهم اليهود في كل وجه فلم يروهم فرجعوا إلى صاحبهم، فقال المسلمون: كيف نعلم أن عدو الله قد مات فعاد بعضهم ودخل في الناس فرآه والناس حوله وهو يقول: قد عرفت صوت ابن عتيك، ثم صاحت امرأته وقالت: مات والله، قال: فما سمعت كلمة ألذ إلى نفسي منها، ثم عاد إلى أصحابه وأخبرهم الخبر، وسمع صوت الناعي يقول: أنعي أبا رافع تاجر أهل الحجاز، وساروا حتى قدموا على النبي صلى الله عليه وآله واختلفوا في قتله فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: هاتوا أسيافكم، فجاؤوا بها فنظر فيها، فقال لسيف عبد الله بن أنيس: هذا قتله، أرى (6) أثر الطعام (7).

(١) قال المصنف في هامش الكتاب: لا يذهبون بها أي بهذه الفضيلة مفتخرين علينا.
(٢) العلية: بيت منفصل عن الأرض ببيت كالغرفة.
(٣) هكذا في الكتاب، والصحيح كما في المصدر: قالت.
(٤) في المصدر: فوثئت رجله وثأ شديدا. أقول: أي أصابها وهن ووصم لا يبلغ أن يكون كسرا.
(٥) في المصدر: وخفوا.
(٦) في الكامل: أرى فيه اثر الطعام.
(٧) الكامل ٢: ١٠١.
(١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 ... » »»
الفهرست