إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، والله لا أكثر عليك جمعا أبدا، فأعطاه رسول الله صلى الله وعليه وآله سيفه، ثم أدبر، ثم أقبل بوجهه، ثم قال: والله لانت خير مني، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أنا أحق بذلك (1)، فأتى قومه، فقيل له: أينما كنت تقول وقد أمكنك والسيف في يدك؟ قال: قد كان والله ذلك، ولكني نظرت إلى رجل أبيض طويل دفع في صدري فوقعت لظهري، فعرفت أنه ملك، وشهدت أن محمدا رسول الله، والله لا أكثر عليه، وجعل يدعو قومه إلى الاسلام ونزلت هذه الآية: " يا أيها الذين (2) آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم فكف أيديهم عنكم " الآية (3).
ثم كانت غزوة (4) القردة (5): ماء من مياه نجد بعث رسول الله صلى الله عليه وآله زيد بن حارثة بعد رجوعه من بدر إلى المدينة بستة أشهر (6) فأصابوا عير القريش على القردة فيها أبو سفيان ومعه فضة كثيرة، وذلك لان قريشا (7) قد خافت طريقها التي كانت تسلك إلى الشام حين كان من وقعة بدر، فسلكوا طريق العراق، واستأجروا رجلا من بكر بن وائل يقال له: فرات بن حيان يدلهم على الطريق، فأصاب زيد بن حارثة تلك العير وأعجزته الرجال هربا.
وفي رواية الواقدي: أن ذلك العير مع صفوان بن أمية (8)، وأنهم قدموا