بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٠ - الصفحة ٥
بالعير إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، وأسروا رجلا أو رجلين، وكان فرات بن حيان أسيرا فأسلم فترك من القتل.
ثم كانت غزوة بني قينقاع يوم السبت للنصف من شوال (1) على رأس عشرين شهرا من الهجرة، وذلك أن رسول الله جمعهم وإياه سوق بني قينقاع، فقال لليهود:
احذروا من الله مثل ما نزل بقريش من قوارع الله فأسلموا فإنكم قد عرفتم نعتي وصفتي في كتابكم، فقالوا: يا محمد لا يغرنك أنك لقيت قومك فأصبت منهم، فإنا والله لو حاربناك لعلمت أنا خلافهم، فكادت تقع بينهم المناجزة (2)، ونزلت فيهم " قد كان لكم آية في فئتين التقتا " إلى قوله: " أولي الابصار (3) ".
وروي أن رسول الله صلى الله عليه وآله حاصرهم ستة أيام (4) حتى نزلوا على حكمه،

(١) زاد في الامتاع: وقيل في صفر سنة ثلاث، وجعلها محمد بن إسحاق بعد غزوة قرارة الكدر انتهى. أقول: ظاهر ابن هشام في السيرة انها بعد غزوه فرع من بحران.
(٢) في المصدرين: المشاجرة. وذكره ابن هشام والمقريزي في السيرة والامتاع باختلاف في ألفاظه، وزادا: [واللفظ من الثاني] فبينا هم على ما هم عليه من اظهار العداوة ونبذ العهد جاءت امرأة رجل من الأنصار إلى سوق بنى قينقاع فجلست عند صائغ في حلى لها [في السيرة:
فجعلوا يريدونها على كشف وجهها فأبت: فعمد الصائغ إلى طرف ثوبها فعقده إلى ظهرها] فجاء أحد بنى قينقاع فحل درعها من وارئها بشوكة ولا تشعر، فلما قامت بدت عورتها فضحكوا بها فأتبعه رجل من المسلمين فقتله [في السيرة فقتل الصائغ وكان يهوديا] فاجتمع عليه بنو قينقاع وقتلوه ونبذوا العهد إلى النبي صلى الله عليه وآله وحاربوا وتحصنوا في حصنهم، فأنزل الله تعالى " وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء ان الله لا يحب الخائنين ".
(٣) آل عمران: ١٣ والصحيح: لأولي الأبصار.
(4) في الامتاع: فحاصرهم خمس عشرة ليلة.
(٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... تعريف الكتاب 2 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 ... » »»
الفهرست