بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٠ - الصفحة ٦
فقام عبد الله بن أبي فقال يا رسول الله صلى الله عليه وآله موالي وحلفائي وقد منعوني من الأسود والأحمر ثلاثمائة دارع. وأربعمائة حاسر (1)، تحصدهم في غداة واحدة؟
اني والله لا آمن وأخشى الدوائر، وكانوا حلفاء الخزرج دون الأوس، فلم يزل يطلب فيهم حتى وهبهم له، فلما رأوا ما نزل بهم من الذل خرجوا من المدينة و نزلوا أذرعات (2)، ونزلت في عبد الله بن أبي وناس من بني الخزرج: " يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء " إلى قوله (3): " في أنفسهم نادمين (4).
2 - تفسير علي بن إبراهيم: " قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد (5) " فإنها نزلت بعد بدر، لما رجع رسول الله صلى الله عليه وآله من بدر أتى بني قينقاع وهم بناديهم (6). وكان بها سوق يسمى سوق النبط، فأتاهم رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: " يا معشر اليهود قد علمتم ما نزل بقريش وهم أكثر عددا وسلاحا وكراعا منكم، فادخلوا في الاسلام " فقالوا: يا محمد إنك تحسب حربنا مثل حرب قومك؟ والله لو قد لقيتنا للقيت رجالا، فنزل عليه جبرئيل فقال: يا محمد " قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد * قد كان لكم آية في فئتين التقتا " يعني فئة المسلمين، وفئة الكفار، إنها عبرة لكم وإنه تهديد لليهود " فئة تقاتل في سبيل الله

(١) الحاسر: الذي لا درع له.
(٢) في الامتاع: وأمرهم صلى الله عليه وآله أن يجلوا من المدينة، فأجلاهم محمد بن مسلمة الأنصاري، وقيل: عبادة بن الصامت، وقبض أموالهم، واخذ رسول الله صلى الله عليه وآله من سلاحهم ثلاث قسي، وهي الكتوم والروحاء والبيضاء، واخذ درعين: الصغدية وفضة، وثلاثة أسياف، وثلاثة أرماح، ووجدوا في منازلهم سلاحا كثيرا وآلة الصياغة، وخمس ما أصاب منهم وقسم ما بقي على أصحابه، فلحقوا باذرعات بنسائهم وذراريهم، فلم يلبثوا الا قليلا حتى هلكوا.
(٣) المائدة: ٥١ و ٥٢.
(٤) إعلام الورى: ٥٠ - ٥٢ ط ١: و ٨٧ - ٩٠ ط ٢ مناقب آل أبي طالب ١: ١٦٤ و ١٦٥.
(٥) آل عمران: ١٢.
(6) النادي: مجلس القوم ما داموا مجتمعين فيه.
(٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 ... » »»
الفهرست