بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٠ - الصفحة ٢
1 - مناقب ابن شهرآشوب، إعلام الورى: لما رجع (1) رسول الله صلى الله عليه وآله إلى المدينة من بدر لم يقم بالمدينة إلا سبع ليال حتى غزا بنفسه، يريد بني سليم، حتى بلغ ماء من مياههم يقال له:
الكدر، فأقام عليه ثلاث ليال، ثم رجع إلى المدينة، ولم يلق كيدا (2)، فأقام بها بقية شوال وذا القعدة، وفادى في إقامته جل أسارى بدر من قريش.
ثم كانت غزوة السويق (3)، وذلك أن أبا سفيان نذر أن لا يمس رأسه من جنابة حتى يغزو محمدا صلى الله عليه وآله فخرج في مائة (4) راكب من قريش ليبر يمينه حتى إذا كان على بريد من المدينة أتى بني النضير ليلا، فضرب على حي بن أخطب بابه فأبى أن يفتح له، فانصرف عنه إلى سلام بن مشكم، وكان سيد بني النضير، فاستأذن عليه فأذن له وساره (5)، ثم خرج في عقب ليلته حتى أتى أصحابه، وبعث رجالا من قريش إلى المدينة فأتوا ناحية يقال لها: العريض فوجدوا رجلا من الأنصار (6) وحليفا له فقتلوهما، ثم انصرفوا، ونذر (7) بهم الناس، فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله في طلبهم حتى بلغ قرقرة الكدر ورجع وقد فاته أبو سفيان، ورأوا زادا من أزواد القوم قد طرحوها يتخففون منها للنجاء (8).

(١) ألفاظ الحديث لاعلام الورى، واما المناقب ففيه اختلافات يطول ذكرها فنقتصر بذكر ما يهم.
(٢) يقال له غزوة بنى سليم.
(٣) في المناقب: وفي ذي الحجة غزا غزوة السويق وهو بدر الصغرى: ماء لكنانة، و كان موضع سوق لهم في الجاهلية يجتمعون إليها في كل عام ثمانية أيام وقيل: غزوة السويق، لان أبا سفيان كان نذر.
(4) في السيرة والامتاع: في مائتي راكب. وزاد في الثاني: وقيل: في أربعين راكبا.
(5) ساره: أي كلمه بسر. وفي السيرة: فقراه وسقاه وبطن له من خبر الناس.
(6) في الامتاع: وهذا الأنصاري هو معبد بن عمرو وفيه: ان القاتل أبو سفيان نفسه، وفيه: وحرق بيتين بالعريض وحرق حرثا لهم.
(7) أي علموا واستعدوا لهم.
(8) في المصدر: للنجاة. وفي السيرة: للنجاء.
(٢)
الفهرست