بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٠ - الصفحة ٣٦٨
فقال لعلي عليه السلام: " اكتب بسم الله الرحمن الرحيم ".
فقال سهيل: ما أدري ما الرحمن الرحيم؟ إلا أني أظن هذا الذي باليمامة ولكن اكتب كما يكتب: (1) باسمك اللهم.
قال: " واكتب هذا ما قاضى رسول الله صلى الله عليه وآله سهيل بن عمرو ".
فقال سهيل: فعلى ما نقاتلك يا محمد؟
فقال: " أنا رسول الله وأنا محمد بن عبد الله ".
فقال الناس: أنت رسول الله، قال: اكتب، فكتب هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله، فقال الناس: أنت رسول الله، وكان في القضية: " إن كان (2) منا اتى إليكم رددتموه إلينا ورسول الله صلى الله عليه وآله غير مستكره عن دينه، ومن جاء إلينا منكم لم نرده إليكم " فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " لا حاجة لنا فيهم " وعلى أن يعبد الله (3) فيكم علانية غير سر، وإن كانوا ليتهادون السيور (4) في المدينة إلى مكة، وما كانت قضية أعظم بركة منها، لقد كاد أن يستولي على أهل مكة الاسلام.
فضرب (5) سهيل بن عمرو على أبي جندل ابنه فقال: أول ما قاضينا عليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " وهل قاضيت على شئ؟ " فقال: يا محمد ما كنت بغدار، قال:
فذهب بأبي جندل فقال: يا رسول الله تدفعني إليه؟ قال: " ولم أشترط لك " قال: وقال:
اللهم اجعل لأبي جندل مخرجا (6).
بيان: قال الجزري: يقال ابغني كذا بهمزة الوصل، أي اطلب لي، وأبغني بهمزة القطع، أي أعني على الطلب. قوله: أو من جهينة، الترديد من الراوي في الموضعين. ويقال: أثبته، أي عرفه حق المعرفة، ويقال: صبأ فلان: إذا خرج من

(1) في المصدر كما نكتب.
(2) إن من كان خ ل. أقول: يوجد ذلك في المصدر.
(3) نعبد الله خ ل.
(4) الستور خ ل.
(5) فيه وفي مواضع من الحديث اختصار اما من الراوي، أو من الامام، تقدم تفصيله فيما قبل.
(6) روضة الكافي. 322 - 327.
(٣٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 363 364 365 366 367 368 369 370 371 372 373 ... » »»
الفهرست