بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٠ - الصفحة ١٣٠
قال وكان مخيريق اليهودي من أحبار اليهود فقال يوم السبت ورسول الله صلى الله عليه وآله بأحد: يا معشر اليهود والله إنكم لتعلمون أن محمدا نبي، وأن نصره عليكم حق فقالوا: ويحك اليوم يوم السبت، فقال: لا سبت، ثم أخذ سلاحه وحضر مع النبي صلى الله عليه وآله فأصيب، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " مخيريق خير يهود ".
قال: وكان قال حين خرج إلى أحد: إن أصبت فأموالي لمحمد يضعها حيث أراه الله فهي عامة صدقات النبي صلى الله عليه وآله قال: وكان عمرو بن الجموح رجلا أعرج فلما كان يوم أحد وكان له بنون أربعة يشهدون مع النبي صلى الله عليه وآله المشاهد أمثال الأسد أراد قومه أن يحبسوه وقالوا: أنت رجل أعرج ولا حرج عليك وقد ذهب بنوك مع النبي صلى الله عليه وآله، قال: بخ يذهبون إلى الجنة وأجلس أنا عندكم؟ فقالت هند بنت عمرو بن حرام امرأته: كأني أنظر إليه موليا قد أخذ درقته وهو يقول: اللهم لا تردني إلى أهلي، فخرج ولحقه بعض قومه يكلمونه في القعود فأبى وجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله إن قومي يريدون أن يحبسوني هذا الوجه (1)، والخروج معك، والله إني لأرجو أن أطأ بعرجتي هذه في الجنة، فقال له: أما أنت فقد عذرك (2) الله ولا جهاد عليك، فأبى، فقال النبي صلى الله عليه وآله لقومه وبنيه: " لا عليكم أن لا تمنعوه، لعل الله يرزقه الشهادة " فخلوا عنه، فقتل يومئذ شهيدا، قال: فحملته هند بعد شهادته وابنها خلاد وأخاها عبد الله على بعير، فلما بلغت منقطع الحرة برك البعير، فكان كلما توجهه إلى المدينة برك، وإذا وجهته إلى أحد أسرع، فرجعت إلى النبي صلى الله عليه وآله فأخبرته بذلك، فقال صلى الله عليه وآله: إن الجمل لمأمور، هل قال عمرو شيئا؟ قالت: نعم، إنه لما توجه إلى أحد استقبل القبلة ثم قال:
اللهم لا تردني إلى أهلي وارزقني الشهادة، فقال صلى الله عليه وآله: " فلذلك الجمل لا يمضي إن منكم يا معشر الأنصار من لو أقسم على الله لأبره، منهم عمرو بن الجموح، يا

(1) في المصدر: عن هذا الوجه.
(2) عذره على أو فيما صنع: رفع عنه اللوم والذنب، أو قبل معذرته.
(١٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 ... » »»
الفهرست