بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٠ - الصفحة ١٢٨
المشركون، ونساؤهم يدعون بالويل بعد ضرب الدفوف، فلما ترك أصحاب عبد الله ابن جبير مراكزهم ونظر خالد بن الوليد إلى خلا الجبل وقلة أهله فكر بالخيل وتبعه عكرمة بالخيل، وانطلقا إلى موضع الرماة فحملوا عليهم فرماهم القوم حتى أصيبوا، ورامي (1) عبد الله بن جبير حتى فنيت نبله، ثم طاعن بالرمح حتى انكسر ثم كسر جفن سيفه فقاتل حتى قتل.
فروى رافع بن خديج قال: لما قتل خالد الرماة أقبل بالخيل وعكرمة يتلوه فخالطنا وقد انتقضت صفوفنا، ونادى إبليس وتصور في صورة جعال بن سراقة: إن محمدا قد قتل، ثلاث صرخات، فابتلى يومئذ جعال ببلية عظيمة حين تصور إبليس في صورته، وإن جعالا ليقاتل مع المسلمين أشد القتال، وإنه إلى جنب أبي بردة وخوات بن جبير، قال رافع: فوالله ما رأينا دولة كانت أسرع من دولة المشركين علينا وأقبل المسلمون على جعال يريدون قتله فشهد له خوات وأبو بردة أنه كان إلى جنبهما حين صاح الصائح وأن الصائح غيره، قال رافع: اتينا من قبل أنفسنا ومعصية نبينا، واختلط المسلمون وصاروا يقتلون ويضرب بعضهم بعضا ما يشعرون (2) بما يصنعون من الدهش والعجل (3).
وروى أبو عمر ومحمد بن عبد الواحد اللغوي ورواه أيضا محمد بن حبيب في أماليه أن رسول الله صلى الله عليه وآله لما فر معظم أصحابه عنه يوم أحد كثرت عليه كتائب المشركين وقصدته كتيبة من بني كنانة ثم من بني عبد مناف (4) بن كنانة فيها بنو سفيان بن عويف، وهم خالد بن ثعلب (5) وأبو الشعثاء بن سفيان، وأبو الحمراء بن سفيان وغراب بن سفيان، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا علي اكفني هذه الكتيبة، فحمل عليها

(1) في المصدر: ورمى.
(2) " ": وما يشعرون.
(3) شرح نهج البلاغة 366 - 368.
(4) في المصدر: من بنى عبد مناة بن كنانة، وهو الصحيح راجع نهاية الإرب: 317.
(5) " ": خالد بن سفيان.
(١٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 ... » »»
الفهرست