بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٠ - الصفحة ١٢٥
المدينة وكان يقال: كان حمزة يوم الجمعة صائما، ويوم السبت صائما، فلاقاهم وهو صائم.
وقام خيثمة أبو سعد بن خيثمة فقال: يا رسول الله إن قريشا مكثت حولا تجمع الجموع وتستجلب العرب في بواديها ثم جاؤنا وقد قادوا الخيل حتى نزلوا بساحتنا فيحضروننا (1) في بيوتنا وصياصينا، ثم يرجعون وافرين، لم يكلموا فيجرؤهم ذلك علينا حتى يشنوا الغارات علينا، ويضع الارصاد والعيون علينا، و عسى الله أن يظفرنا بهم، فتلك عادة الله عندنا، أو يكون الأخرى (2) فهي الشهادة، لقد أخطأتني وقعة بدر، وقد كنت عليها حريصا، لقد بلغ من حرصي أن ساهمت ابني في الخروج فخرج سهمه فرزق الشهادة، وقد رأيت ابني البارحة في النوم في أحسن صورة يسرح في ثمار الجنة وأنهارها، وهو يقول: الحق بنا ترافقنا في الجنة فقد وجدت ما وعدني ربي حقا وقد والله يا رسول الله أصبحت مشتاقا إلى مرافقته في الجنة وقد كبرت سني ورق عظمي وأحببت لقاء ربي، فادع الله أن يرزقني الشهادة، فدعا له رسول الله صلى الله عليه وآله بذلك فقتل بأحد شهيدا فقال كل منهم: مثل ذلك فقال: إني أخاف عليكم الهزيمة فلما أبوا إلا الخروج صلى رسول الله صلى الله عليه وآله الجمعة بالناس، ثم وعظهم وأمرهم بالجد والاجتهاد وأخبرهم أن لهم النصر ما صبروا، ثم صلى العصر، ولبس السلاح وخرج، وكان مقدم قريش يوم الخميس لخمس خلون من شوال، وكانت الوقعة يوم السبت لسبع خلون من شوال، وباتت وجوه الأوس والخزرج ليلة الجمعة عليهم السلاح في المسجد بباب النبي صلى الله عليه وآله خوفا من تبييت المشركين، وحرست المدينة تلك الليلة حتى أصبحوا.
قال: فلما سوى رسول الله صلى الله عليه وآله الصفوف بأحد قام فخطب الناس فقال:

(1) في المصدر: فيحصروننا.
(2) " ": أو تكون الأخرى.
(١٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 ... » »»
الفهرست