بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٩ - الصفحة ٣٤٨
وهم تسعة وأربعون رجلا الذين احصوا، وهم سبعون في الأصل مجمع عليه لا شك فيه إلا أنه لم يحص سائرهم ولقي الناس رسول الله صلى الله عليه وآله بالروحاء يهنئونه بفتح الله عليه.
وقال محمد بن إسحاق: كان أبو العاص بن الربيع ختن رسول الله صلى الله عليه وآله زوج ابنته زينت، وكان أبو العاص من رجال مكة المعدودين مالا وأمانة وتجارة، وكانت خديجة خالته، فسألت رسول الله صلى الله عليه وآله أن يزوجه زينب وكان صلى الله عليه وآله لا يخالف خديجة، و ذلك قبل أن ينزل عليه الوحي، فزوجه إياها، فكان أبو العاص من خديجة بمنزلة ولدها، فلما أكرم الله رسوله بنبوته آمنت به خديجة وبناته كلهن وصدقنه و شهدن أن ما جاء به حق ودن بدينه، وثبت أبو العاص على شركه، وكان رسول صلى الله عليه وآله قد زوج عتبة بن أبي لهب إحدى ابنتيه رقية أو أم كلثوم، وذلك قبل أن ينزل عليه، فلما أنزل عليه الوحي وبارى (1) قومه بأمر الله باعدوه، فقال بعضهم لبعض: إنكم قد فرغتم محمدا من همه، أخذتم عنه بناته وأخرجتموهن من عياله فردوا عليه بناته فأشغلوه بهن، فمشوا إلى أبي العاص فقالوا: فارق صاحبتك بنت محمد صلى الله عليه وآله ونحن ننكحك أي امرأة شئت من قريش، فقال: لاها الله إذن لا أفارق صاحبتي، وما أحب أن لي بها امرأة من قريش، فكان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا ذكره يثني عليه خيرا في صهره، ثم مشوا إلى الفاسق عتبة بن أبي لهب فقالوا له: طلق بنت محمد ونحن ننكحك أي امرأة شئت من قريش، فقال: إن أنتم زوجتموني ابنة أبان ابن سعيد بن العاص، أو ابنة سعيد بن العاص فارقتها، فزوجوه ابنة سعيد بن العاص ففارقها، ولم يكن دخل بها، فأخرجها الله من يده كرامة لها وهوانا له، ثم خلف عليها عثمان بن عفان بعده، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله مغلوبا على أمره بمكة لا يحل ولا يحرم، وكان الاسلام فرق بين زينب وأبي العاص إلا أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان لا يقدر وهو بمكة أن يفرق بينهما، فأقامت معه على إسلامها وهو على شركه حتى

(1) بادي خ ل. أقول: في المصدر: ونادى.
(٣٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 343 344 345 346 347 348 349 350 351 352 353 ... » »»
الفهرست