بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٩ - الصفحة ٣٣٢
بتسعمائة وخمسين مقاتلا، وقادوا مائة فرس بطرا ورئاء الناس. وكانت الإبل سبعمائة بعير، وكان أهل الخيل كلهم دارعا وكانوا مائة، وكان في الرجالة دروع سوى ذلك فلما انتهوا إلى الجحفة رأى جهيم بن الصلت بين النوم واليقظة: رجل أقبل على فرس معه بعير له حتى وقف عليه، فقال: قتل عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وزمعة بن الأسود وأمية بن خلف وأبو البختري وأبو الحكم ونوفل بن خويلد في رجال سماهم من أشراف قريش، واسر سهيل بن عمرو، وفر الحارث بن هشام عن أخيه قال: وكأن قائلا يقول: والله إني لأظنهم الذين يخرجون إلى مصارعهم، قال:
ثم أراه ضرب في لبة بعيره فأرسله في العسكر، فقال أبو جهل: وهذا نبي آخر من بني عبد مناف، ستعلم غدا من المقتول، نحن أو محمد وأصحابه.
قال: فلما أفلت أبو سفيان بالعير أرسل يأمرهم بالرجوع فأبوا، وردوا القيان وأما رسول الله عليه السلام فكان صبيحة أربع عشرة من شهر رمضان بعرق الظبية فجاء أعرابي قد أقبل من تهامة، فقال له أصحاب النبي صلى الله عليه وآله: هل لك علم بأبي سفيان قال: ما لي بأبي سفيان علم، قالوا: تعال فسلم على رسول الله صلى الله عليه وآله، قال: أوفيكم رسول الله؟ قالوا نعم قال: فأيكم رسول الله؟ قالوا: هذا، فقال: أنت رسول الله; قال: نعم قال: فما في بطن ناقتي هذه إن كنت صادقا؟ فقال سلمة بن سلامة بن وقش (1): نكحتها فهي حبلى منك، فكره رسول الله صلى الله عليه وآله مقالته وأعرض عنه.
قال الواقدي: وسار رسول الله صلى الله عليه وآله حتى أتى الروحاء ليلة الأربعاء للنصف من شهر رمضان فقال لأصحابه: هذا أفضل أو دية العرب، وصلى، فلما رفع رأسه من الركعة الأخيرة من وتره لعن الكفرة ودعا عليهم فقال: " اللهم لا تفلتن أبا جهل بن هشام فرعون هذه الأمة، اللهم لا تفلتن زمعة بن الأسود، اللهم أسخن عين أبي زمعة اللهم أعم بصر أبي زمعة (2)، اللهم لا تفلتن سهيل بن عمر " ثم دعا

(1) في سيرة ابن هشام: قال له سلمة بن سلامة بن وقش: لا تسأل رسول الله صلى الله عليه وآله وأقبل على فانا أخبرك عن ذلك، نزوت عليها ففي بطنها منك سخلة، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " مه أفحشت على الرجل " ثم اعرض عن سلمة.
(2) في الامتاع: اللهم واسخن عين أبى زمعة بزمعة.
(٣٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 327 328 329 330 331 332 333 334 335 336 337 ... » »»
الفهرست