بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٩ - الصفحة ٢٥١
يتحارسون يخافون البيات، فبعث رسول الله صلى الله عليه وآله عمار بن ياسر وعبد الله بن مسعود فقال: ادخلا في القوم وائتونا بأخبارهم، فكانا يجولان بعسكرهم لا يرون إلا خائفا ذعرا، إذا صهل الفرس وثبت على جحفلته، (1) فسمعوا منبه بن الحجاج يقول: لا يترك (2) الجوع لنا مبيتا * لا بد أن نموت أو نميتا قال: قد والله كانوا شباعى، ولكنهم من الخوف قالوا: هذا، وألقى الله في قلوبهم الرعب كما قال الله تبارك وتعالى: " سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب " فلما أصبح رسول الله صلى الله عليه وآله عبأ أصحابه، وكان في عسكر رسول الله صلى الله عليه وآله فرسين: (3) فرس للزبير بن العوام، وفرس للمقداد، وكانت في عسكره سبعون جملا يتعاقبون عليها، فكان رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي بن أبي طالب عليه السلام ومرثد بن أبي مرثد الغنوي على جمل يتعاقبون عليه، والجمل لمرثد، وكان في عسكر قريش أربعمائة فرس فعبأ رسول الله صلى الله عليه وآله أصحابه بين يديه وقال: (4) غضوا أبصاركم ولا تبدؤهم بالقتال ولا يتكلمن أحد، فلما نظرت قريش إلى قلة أصحاب رسول الله عليه السلام قال أبو جهل:
ما هم إلا اكلة رأس، لو بعثنا إليهم عبيدنا لاخذوهم أخذا باليد، فقال عتبة بن ربيعة: أترى لهم كمينا ومددا؟ فبعثوا عمرو بن (5) وهب الجمحي وكان فارسا شجاعا فجال بفرسه حتى طاف بعسكر (6) رسول الله صلى الله عليه وآله، ثم صعد في الوادي و صوب، ثم رجع إلى قريش فقال: ما لهم كمين ولا مدد، ولكن نواضح يثرب قد حملت الموت الناقع، أما ترونهم خرس لا يتكلمون يتلمظون تلمظ الأفاعي، ما لهم

(1) في المصدر: إذا سمعوا صهيل الفرس وثبوا على جحفلته.
(2) لم يترك خ ل.
(3) في المصدر المطبوع: فرسان.
(4) فقال خ ل.
(5) عمر بن وهب خ ل.
(6) على عسكر خ ل.
(٢٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 ... » »»
الفهرست