بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٩ - الصفحة ١٨٨
في غزوة العشيرة، فقال لي علي: هل لك يا أبا اليقظان في هذا النفر من بني مدلج يعملون في عين لهم (1) ننظر كيف يعملون: فأتيناهم فنظرنا إليهم ساعة، ثم غشينا النوم، فعمدنا إلى صور (2) من النخل في دقعاء من الأرض فنمنا فيه، فوالله ما هبنا (3) إلا رسول الله بقدمه فجلسنا وقد تتربنا من تلك الدقعاء، فيومئذ قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام: يا أبا تراب، لما عليه من التراب، (4)، فقال: ألا أخبركم بأشقى الناس؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال: أحمر ثمود الذي عقر الناقة، والذي يضربك يا علي على هذه - ووضع رسول الله صلى الله عليه وآله يده على رأسه - حتى يبل منها هذه - و وضع يده على لحيته.
ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وآله من العشيرة إلى المدينة، فلم يقم بها عشر ليال حتى أغار كرز بن جابر الفهري على سرح المدينة، فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله في طلبه حتى بلغ واديا يقال له: سفوان من ناحية بدر، وهي غزوة بدر الأولى، وحامل لوائه علي بن أبي طالب عليه السلام، واستخلف على المدينة زيد بن حارثة، وفاته كرز فلم يدركه فرجع رسول الله صلى الله عليه وآله فأقام جمادى ورجب وشعبان، وكان بعث (5) بين ذلك سعد ابن أبي وقاص في ثمانية رهط فرجع ولم يلق كيدا ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وآله عبد الله بن جحش (6) إلى نخلة، وقال: كن بها حتى

(1) ذكر الحديث مسندا ابن هشام في السيرة، وفيه اختلافات لفظية مع ما ذكره المصنف، وزاد فيه: وفى نخل.
(2) الصور: النخل الصغار.
(3) في المصدر: ما اهبنا وهو الصحيح، أي ما أيقظنا.
(4) في السيرة: مالك يا أبا تراب، لما يرى عليه من التراب، ثم قال: الا أحدثكما بأشقى الناس رجلين؟ وفيه: أحيمر.
(5) ذكره ابن هشام بعد العشيرة. وذكر عن بعض لغة كان بعد بعث حمزة وذكر انه خرج حتى بلغ الخرار من ارض الحجاز، وفى الامتاع: الخرار من الجحفة قريبا من خم.
(6) في السيرة، في رجب مقفله من بدر الأولى، وفى الامتاع: في رجب على رأس سبعة عشر شهرا. أي من مهاجره. وفى الأول: وبعث معه ثمانية رهط من المهاجرين ليس فيهم من الأنصار أحد.
(١٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 ... » »»
الفهرست