بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٧ - الصفحة ٣٧
عبس " 80 ": عبس وتولى * أن جاءه الأعمى * وما يدريك لعله يزكي * أو يذكر فتنفعه الذكرى * أما من استغنى * فأنت له تصدى * وما عليك ألا يزكى * وأما من جاءك يسعى * وهو يخشى * فأنت عنه تلهى * كلا إنها تذكرة * فمن شاء ذكره 1 - 12 تفسير: قوله: " لئن اتبعت أهواءهم " هذه الشرطية لا تنافي عصمته صلى الله عليه وآله، فإنها تصدق مع استحالة المقدم أيضا، والغرض منه يأسهم عن أن يتبعهم صلى الله عليه وآله في أهوائهم الباطلة، وقطع أطماعهم عن ذلك، والتنبيه على سوء حالهم، وشدة عذابهم، لان النبي مع غاية قربه في جنابه تعالى إذا كان حاله على تقدير هذا الفعل كذلك فكيف يكون حال غيره، كما ورد أنه نزل القرآن بإياك أعني واسمعي يا جارة.
قوله تعالى: " فلا تكونن من الممترين " قال البيضاوي: أي الشاكين في أنه هل من ربك، أو في كتمانهم الحق عالمين به، وليس المراد به نهي الرسول صلى الله عليه وآله عن الشك فيه، لأنه غير متوقع منه، وليس بقصد واختيار، بل إما تحقيق الامر وأنه لا يشك فيه ناظر، أو أمر الأمة باكتساب المعارف المزيحة للشك على الوجه الأبلغ (1).
وقال في قوله تعالى: " ليس لك من الامر شئ " اعتراض " أو يتوب عليهم أو يعذبهم " عطف على قوله: " أو يكبتهم " والمعني أن الله مالك أمرهم، فإما يهلكهم، أو يكبتكم، أو يتوب عليهم إن أسلموا، أو يعذبهم إن أصروا، وليس لك من أمرهم شئ، وإنما أنت عبد مأمور لانذارهم وجهادهم، ويحتمل أن يكون معطوفا على الامر، أو شئ بإضمار (أن) أي ليس لك من أمرهم أو من التوبة عليهم أو من تعذيبهم شئ، أوليس لك من أمرهم شئ، أو التوبة عليهم أو تعذيبهم، وأن تكون (أو) بمعني (إلا أن) أي ليس لك من أمرهم شئ إلا أن يتوب عليهم فتسر به، أو يعذبهم فتشتفي منهم، روي أن عتبة ابن أبي وقاص شجه يوم أحد وكسر رباعيته، فجعل يمسح الدم عن وجهه ويقول: كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيهم بالدم؟ فنزلت، وقيل: هم أن يدعو عليهم فنهاه الله لعلمه بأن فيهم من يؤمن " فإنهم ظالمون " قد استحقوا التعذيب بظلمهم انتهى (2).

(1) أنوار التنزيل 1: 122 (2) أنوار التنزيل 1: 231.
(٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 13: وجوب طاعته وحبه والتفويض إليه صلى الله عليه وآله وفيه 29 حديثا. 1
3 باب 14: باب العشرة معه وتفخيمه وتوقيره في حياته وبعد وفاته صلى الله عليه وآله وفيه 16 حديثا. 15
4 باب 15: عصمته وتأويل بعض ما يوهم خلاف ذلك فيه 21 حديثا. 34
5 باب 16: سهوه ونومه صلى الله عليه وآله عن الصلاة، فيه 17 حديثا. 97
6 باب 17: علمه صلى الله عليه وآله وما دفع إليه من الكتب والوصايا وآثار الأنبياء عليهم السلام ومن دفعه إليه وعرض الأعمال عليه وعرض أمته عليه وأنه يقدر على معجزات الأنبياء فيه 62 حديثا. 130
7 باب 18: فصاحته وبلاغته صلى الله عليه وآله فيه حديثان. 156
8 * أبواب معجزاته صلى الله عليه وآله * باب 1: إعجاز أم المعجزات: القرآن الكريم وفيه بيان حقيقة الإعجاز وبعض النوادر. فيه 24 حديثا. 159
9 باب 2: جوامع معجزاته صلى الله عليه وآله ونوادرها. فيه 18 حديثا. 225
10 باب 3: ما ظهر له صلى الله عليه وآله شاهدا على حقيته من المعجزات السماوية والغرائب العلوية من انشقاق القمر و رد الشمس وحبسها وإضلال الغمامة وظهور الشهب ونزول الموائد والنعم من السماء وما يشاكل ذلك زائدا على ما مضى في باب جوامع المعجزات فيه 19 حديثا. 347
11 باب 4: معجزاته صلى الله عليه وآله في إطاعة الأرضيات من الجمادات والنباتات له وتكلمها معه صلى الله عليه وآله. فيه 59 حديثا. 363
12 باب 5: ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في الحيوانات بأنواعها وإخبارها بحقيته، وفيه كلام الشاة المسمومة زائدا على ما مر في باب جوامع المعجزات. فيه 47 حديثا. 390