بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٧ - الصفحة ٢٦
وقال البيضاوي: عن علي عليه السلام أن في كتاب الله آية ما عمل بها أحد غيري، كان لي دينار فصرفته فكنت إذا ناجيته تصدقت بدرهم " ذلك " أي التصدق " خير لكم و أطهر " أي لأنفسكم من الريبة وحب المال، وهو يشعر بالندبية، لكن قوله: " فإن لم تجدوا فإن الله غفور رحيم " أي لمن لم يجد حيث رخص لنفي المناجاة بلا تصدق أدل على الوجوب " أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات " أخفتم الفقر من تقديم الصدقة؟ أو أخفتم التقديم لما يعدكم الشيطان عليه من الفقر؟ " فإذ لم تفعلوا وتاب الله عليكم " بأن رخص لكم أن لا تفعلوه، وفيه إشعار بأن إشفاقهم ذنب تجاوز الله عنه لما رأى منهم مما قام مقام توبتهم و (إذ) على بابها، وقيل بمعنى (إذا) أو (إن) (1).
1 - تفسير علي بن إبراهيم: قال علي بن إبراهيم في قوله تعالى، " إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله " إلى قوله: " حتى يستأذنوه " فإنها نزلت في قوم كانوا إذا جمعهم رسول الله صلى الله عليه وآله لأمر من الأمور في بعث يبعثه، أو حرب قد حضرت يتفرقون بغير إذنه، فنهاهم الله عزو جل عن ذلك، وقوله: " فإذا استأذنوك لبعض شأنهم " قال نزلت في حنظلة بن أبي عامر، وذلك أنه تزوج في الليلة التي كان في صبحها (2) حرب أحد، فاستأذن رسول الله صلى الله عليه وآله أن يقيم عند أهله، فأنزل الله هذه الآية (3) فأقام عند أهله، ثم أصبح وهو جنب فحضر القتال فاستشهد (4)، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: رأيت الملائكة تغسل حنظلة بماء المزن في صحاف فضة بين السماء والأرض، فكان يسمي غسيل الملائكة، قوله: " لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا " قال: لا تدعوا رسول الله كما يدعو بعضكم بعضا، ثم قال: " فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة " يعني بلية " أو يصيبهم عذاب أليم " قال: القتل، وفي رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: " لا تجعلوا دعاء

(1) أنوار التنزيل 2: 505 و 506.
(2) صبيحتها خ ل، وهو الموجود في المصدر.
(3) في المصدر: فأنزل الله هذه الآية: " فأذن لمن شئت منهم " أقول: هو موجود أيضا في غير نسخة المصنف.
(4) واستشهد خ ل، وهو الموجود: في المصدر.
(٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 13: وجوب طاعته وحبه والتفويض إليه صلى الله عليه وآله وفيه 29 حديثا. 1
3 باب 14: باب العشرة معه وتفخيمه وتوقيره في حياته وبعد وفاته صلى الله عليه وآله وفيه 16 حديثا. 15
4 باب 15: عصمته وتأويل بعض ما يوهم خلاف ذلك فيه 21 حديثا. 34
5 باب 16: سهوه ونومه صلى الله عليه وآله عن الصلاة، فيه 17 حديثا. 97
6 باب 17: علمه صلى الله عليه وآله وما دفع إليه من الكتب والوصايا وآثار الأنبياء عليهم السلام ومن دفعه إليه وعرض الأعمال عليه وعرض أمته عليه وأنه يقدر على معجزات الأنبياء فيه 62 حديثا. 130
7 باب 18: فصاحته وبلاغته صلى الله عليه وآله فيه حديثان. 156
8 * أبواب معجزاته صلى الله عليه وآله * باب 1: إعجاز أم المعجزات: القرآن الكريم وفيه بيان حقيقة الإعجاز وبعض النوادر. فيه 24 حديثا. 159
9 باب 2: جوامع معجزاته صلى الله عليه وآله ونوادرها. فيه 18 حديثا. 225
10 باب 3: ما ظهر له صلى الله عليه وآله شاهدا على حقيته من المعجزات السماوية والغرائب العلوية من انشقاق القمر و رد الشمس وحبسها وإضلال الغمامة وظهور الشهب ونزول الموائد والنعم من السماء وما يشاكل ذلك زائدا على ما مضى في باب جوامع المعجزات فيه 19 حديثا. 347
11 باب 4: معجزاته صلى الله عليه وآله في إطاعة الأرضيات من الجمادات والنباتات له وتكلمها معه صلى الله عليه وآله. فيه 59 حديثا. 363
12 باب 5: ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في الحيوانات بأنواعها وإخبارها بحقيته، وفيه كلام الشاة المسمومة زائدا على ما مر في باب جوامع المعجزات. فيه 47 حديثا. 390