بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٧ - الصفحة ٢٥
قوما أخذوا مجالسهم، وأحبوا القرب من نبيهم فأقامهم وأجلس من أبطأ عنه مقامهم، فنزلت الآية، والتفسح: التوسع في المجالس، هو مجلس النبي صلى الله عليه وآله، وقيل: مجالس الذكر كلها " فافسحوا يفسح الله لكم " أي فتوسعوا يوسع الله مجالسكم في الجنة " وإذا قيل انشزوا " ارتفعوا وقوموا ووسعوا على إخوانكم " فانشزوا " أي فافعلوا ذلك، وقيل: معناه وإذا قيل لكم: انهضوا إلى الصلاة والجهاد وعمل الخير " فانشزوا " ولا تقصروا، وإذا قيل لكم ارتفعوا في المجلس وتوسعوا للداخل فاقعلوا، أو إذا نودي للصلاة فانهضوا، و قيل: وردت في قوم كانوا يطلبون (1) المكث عنده صلى الله عليه وآله فيكون كل واحد منهم يحب أن يكون آخر خارج، فأمرهم الله أن يقوموا إذا قيل لهم: انشزوا " يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين اتوا العلم درجات " قال ابن عباس: يرفع الله الذين أوتوا العلم من المؤمنين على الذين لم يؤتوا العلم درجات، وقيل: معناه لكي يرفع الله الذين آمنوا منكم بطاعتهم لرسول الله صلى الله عليه وآله درجة، والذين أوتوا العلم بفضل علمهم وسابقتهم درجات في الجنة، و قيل: درجات في مجلس رسول الله صلى الله عليه وآله فأمره الله سبحانه أن يقرب العلماء من نفسه فوق المؤمنين الذين لا يعلمون ليتبين (2) فضل العلماء على غيرهم " إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة " أي إذا ساررتم الرسول فقدموا قبل أن تساروه صدقة، وأراد بذلك تعظيم النبي صلى الله عليه وآله وأن يكون ذلك سببا لان يتصدقوا فيوجروا، وتخفيفا عنه صلى الله عليه وآله، قال المفسرون: فلما نهوا عن المناجاة حتى يتصدقوا ضن (3) كثير من الناس فكفوا عن المسألة (4) فلم يناجه أحد إلا علي بن أبي طالب عليه السلام، قال مجاهد وما كان إلا ساعة، وقال مقاتل: كان ذلك ليال عشرا (5)، ثم نسخت بما بعدها، وكانت الصدقة مفوضة إليهم غير مقدرة (6)

(1) في المصدر: يطيلون المكث.
(2) ليبين خ ل، وهو الموجود في المصدر.
(3) ضن بالشئ،: بخل.
(4) في المصدر: فكفوا عن المساواة.
(5) في المصدر: ليالي عشرا.
(6) مجمع البيان 9: 249 - 253.
(٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 13: وجوب طاعته وحبه والتفويض إليه صلى الله عليه وآله وفيه 29 حديثا. 1
3 باب 14: باب العشرة معه وتفخيمه وتوقيره في حياته وبعد وفاته صلى الله عليه وآله وفيه 16 حديثا. 15
4 باب 15: عصمته وتأويل بعض ما يوهم خلاف ذلك فيه 21 حديثا. 34
5 باب 16: سهوه ونومه صلى الله عليه وآله عن الصلاة، فيه 17 حديثا. 97
6 باب 17: علمه صلى الله عليه وآله وما دفع إليه من الكتب والوصايا وآثار الأنبياء عليهم السلام ومن دفعه إليه وعرض الأعمال عليه وعرض أمته عليه وأنه يقدر على معجزات الأنبياء فيه 62 حديثا. 130
7 باب 18: فصاحته وبلاغته صلى الله عليه وآله فيه حديثان. 156
8 * أبواب معجزاته صلى الله عليه وآله * باب 1: إعجاز أم المعجزات: القرآن الكريم وفيه بيان حقيقة الإعجاز وبعض النوادر. فيه 24 حديثا. 159
9 باب 2: جوامع معجزاته صلى الله عليه وآله ونوادرها. فيه 18 حديثا. 225
10 باب 3: ما ظهر له صلى الله عليه وآله شاهدا على حقيته من المعجزات السماوية والغرائب العلوية من انشقاق القمر و رد الشمس وحبسها وإضلال الغمامة وظهور الشهب ونزول الموائد والنعم من السماء وما يشاكل ذلك زائدا على ما مضى في باب جوامع المعجزات فيه 19 حديثا. 347
11 باب 4: معجزاته صلى الله عليه وآله في إطاعة الأرضيات من الجمادات والنباتات له وتكلمها معه صلى الله عليه وآله. فيه 59 حديثا. 363
12 باب 5: ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في الحيوانات بأنواعها وإخبارها بحقيته، وفيه كلام الشاة المسمومة زائدا على ما مر في باب جوامع المعجزات. فيه 47 حديثا. 390