بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٧ - الصفحة ٢٠
طاعته وجميع ما يأمركم به، وقيل: معناه سلموا عليه بالدعاء، أي قولوا: السلام عليك يا رسول الله " إن الذين يؤذون الله ورسوله " قيل: هم المنافقون والكافرون، والذين وصفوا الله بما لا يليق به، وكذبوا رسله، وكذبوا عليه (1)، وإن الله عز وجل لا يلحقه أذى، ولكن لما كانت مخالفة الامر فيما بيننا تسمى إيذاء خوطبنا بما نتعارفه (2)، وقيل: معناه يؤذون رسول الله، فقدم ذكر الله على وجه التعظيم إذ جعل أذى له تشريفا له وتكريما، " لعنهم الله في الدنيا والآخرة " أي يبعدهم الله من رحمته، ويحل بهم وبال نقمته بحرمان زيادات الهدى في الدنيا، والخلود في النار في الآخرة " وأعد لهم " في الآخرة " عذابا مهينا " أي مذلا " ولا تكونوا كالذين آذوا موسى " أي لا تؤذوا محمدا كما آذى بنو إسرائيل موسى عليه السلام (3).
أقول: قد مضى إيذائهم موسى عليه السلام في كتاب النبوة.
وقال رحمه الله في قوله تعالى: " وتعزروه " أي تنصروه بالسيف واللسان، والهاء تعود إلى النبي صلى الله عليه وآله " وتوقروه " أي تعظموه وتبجلوه " وتسبحوه بكرة وأصيلا " أي تصلوا لله بالغدوة والعشي (4)، وكثير من القراء اختاروا الوقف على " وتوقروه " لاختلاف الضمير فيه وفيما بعده، وقيل: " وتعزروه " أي وتنصروا الله " وتوقروه " أي وتعظموه وتطيعوه، فتكون الكنايات متفقة (5) وقال رحمه الله في قوله تعالى: " يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا " نزلت في وفد تميم وهم عطارد بن حاجب بن زرارة في أشراف من بني تميم، منهم الأقرع بن حابس، والزبرقان ابن بدر، وعمرو بن الأهتم، وقيس بن عاصم في وفد عظيم: فلما دخلوا المسجد نادوا

(1) في المصدر بعد قوله: كذبوا عليه: فعلى هذا يكون معنى يؤذون الله يخالفون أمره و يصفونه بما هو منزه عنه ويشبهونه بغيره، فإن الله عز اسمه لا يلحقه أذى.
(2) زاد في المصدر هنا، وقيل يؤذون الله يلحدون في أسمائه وصفاته.
(3) مجمع البيان 8: 369 - 372.
(4) زاد هنا في المصدر: وقيل معناه وتنزهوه عما لا يليق به.
(5) مجمع 9: 112.
(٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 13: وجوب طاعته وحبه والتفويض إليه صلى الله عليه وآله وفيه 29 حديثا. 1
3 باب 14: باب العشرة معه وتفخيمه وتوقيره في حياته وبعد وفاته صلى الله عليه وآله وفيه 16 حديثا. 15
4 باب 15: عصمته وتأويل بعض ما يوهم خلاف ذلك فيه 21 حديثا. 34
5 باب 16: سهوه ونومه صلى الله عليه وآله عن الصلاة، فيه 17 حديثا. 97
6 باب 17: علمه صلى الله عليه وآله وما دفع إليه من الكتب والوصايا وآثار الأنبياء عليهم السلام ومن دفعه إليه وعرض الأعمال عليه وعرض أمته عليه وأنه يقدر على معجزات الأنبياء فيه 62 حديثا. 130
7 باب 18: فصاحته وبلاغته صلى الله عليه وآله فيه حديثان. 156
8 * أبواب معجزاته صلى الله عليه وآله * باب 1: إعجاز أم المعجزات: القرآن الكريم وفيه بيان حقيقة الإعجاز وبعض النوادر. فيه 24 حديثا. 159
9 باب 2: جوامع معجزاته صلى الله عليه وآله ونوادرها. فيه 18 حديثا. 225
10 باب 3: ما ظهر له صلى الله عليه وآله شاهدا على حقيته من المعجزات السماوية والغرائب العلوية من انشقاق القمر و رد الشمس وحبسها وإضلال الغمامة وظهور الشهب ونزول الموائد والنعم من السماء وما يشاكل ذلك زائدا على ما مضى في باب جوامع المعجزات فيه 19 حديثا. 347
11 باب 4: معجزاته صلى الله عليه وآله في إطاعة الأرضيات من الجمادات والنباتات له وتكلمها معه صلى الله عليه وآله. فيه 59 حديثا. 363
12 باب 5: ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في الحيوانات بأنواعها وإخبارها بحقيته، وفيه كلام الشاة المسمومة زائدا على ما مر في باب جوامع المعجزات. فيه 47 حديثا. 390