بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٧ - الصفحة ٢٧
الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا " يقول: لا تقولوا: يا محمد، ولا يا أبا القاسم، ولكن قولوا يا نبي الله، ويا رسول الله، قال الله: " فليحذر الذين يخالفون عن أمره " أي يعصون أمره (1).
2 - تفسير علي بن إبراهيم: قوله: " يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه " فإنه لما تزوج (2) رسول الله صلى الله عليه وآله بزينب بنت جحش وكان يحبها فأولم ودعا أصحابه، وكان أصحابه إذا أكلوا كانوا يحبون أن يتحدثوا عند رسول الله صلى الله عليه وآله وكان يحب أن يخلو مع زينب، فأنزل الله: " يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم " وذلك أنهم كانوا يدخلون بلا إذن، فقال عزو جل: " إلا أن يؤذن لكم " إلى قوله: " من وراء حجاب " قوله: " وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله " الآية، فإنه كان سبب نزولها أنه لما أنزل الله " النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم " وحرم الله نساء النبي على المسلمين غضب طلحة فقال: يحرم محمد علينا نسائه، ويتزوج هو بنسائنا، لئن أمات الله محمدا لنركضن بين خلاخيل نسائه، كما ركض بين خلاخيل نسائنا، فأنزل الله: " وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا " إلى قوله: " كان بكل شئ عليما " ثم رخص لقوم معروفين الدخول عليهن بغير إذن، فقال: " لا جناح عليهن " إلى قوله: " على كل شئ شهيدا " ثم ذكر ما فضل الله نبيه فقال: " إن الله وملائكته يصلون على النبي " إلى قوله: " تسليما " قال عليه السلام: صلوات الله عليه تزكية له وثناء عليه، وصلاة الملائكة مدحهم له، وصلاة الناس دعاؤهم له، والتصديق والاقرار بفضله، وقوله: " وسلموا تسليما " يعني سلموا له بالولاية وبما جاء به، قوله: " إن الذين يؤذون الله ورسوله " قال: نزلت فيمن غصب أمير المؤمنين عليه السلام حقه، وأخذ حق فاطمة عليهما السلام (3) وآذاها وقد قال النبي صلى الله عليه وآله: من آذاها في حياتي كمن آذاها بعد موتي، ومن آذاها بعد موتي كمن آذاها في حياتي، ومن آذاها فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله (4)، وهو

(1) تفسير القمي: 462.
(2) أن تزوج خ ل وفي المصدر: قال: لما تزوج.
(3) أي الآية تشملهما باطلاقها، وأنهما مصداقين لها.
(4) قد أخرج البخاري نحوه في صحيحة وسيأتي التنصيص بألفاظه في محله.
(٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 13: وجوب طاعته وحبه والتفويض إليه صلى الله عليه وآله وفيه 29 حديثا. 1
3 باب 14: باب العشرة معه وتفخيمه وتوقيره في حياته وبعد وفاته صلى الله عليه وآله وفيه 16 حديثا. 15
4 باب 15: عصمته وتأويل بعض ما يوهم خلاف ذلك فيه 21 حديثا. 34
5 باب 16: سهوه ونومه صلى الله عليه وآله عن الصلاة، فيه 17 حديثا. 97
6 باب 17: علمه صلى الله عليه وآله وما دفع إليه من الكتب والوصايا وآثار الأنبياء عليهم السلام ومن دفعه إليه وعرض الأعمال عليه وعرض أمته عليه وأنه يقدر على معجزات الأنبياء فيه 62 حديثا. 130
7 باب 18: فصاحته وبلاغته صلى الله عليه وآله فيه حديثان. 156
8 * أبواب معجزاته صلى الله عليه وآله * باب 1: إعجاز أم المعجزات: القرآن الكريم وفيه بيان حقيقة الإعجاز وبعض النوادر. فيه 24 حديثا. 159
9 باب 2: جوامع معجزاته صلى الله عليه وآله ونوادرها. فيه 18 حديثا. 225
10 باب 3: ما ظهر له صلى الله عليه وآله شاهدا على حقيته من المعجزات السماوية والغرائب العلوية من انشقاق القمر و رد الشمس وحبسها وإضلال الغمامة وظهور الشهب ونزول الموائد والنعم من السماء وما يشاكل ذلك زائدا على ما مضى في باب جوامع المعجزات فيه 19 حديثا. 347
11 باب 4: معجزاته صلى الله عليه وآله في إطاعة الأرضيات من الجمادات والنباتات له وتكلمها معه صلى الله عليه وآله. فيه 59 حديثا. 363
12 باب 5: ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في الحيوانات بأنواعها وإخبارها بحقيته، وفيه كلام الشاة المسمومة زائدا على ما مر في باب جوامع المعجزات. فيه 47 حديثا. 390