بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٧ - الصفحة ٢٥٩
وإن يحيى بن زكريا أوتي الحكم صبيا، وكان يبكي من غير ذنب، ويواصل الصوم، ولم يتزوج (1)، وإنما اختار نبينا التزوج، لأنه كان قدوة في فعله وقوله، والنكاح مما أمر الله به آدم عليه السلام لتناسل، وكان لسليمان عليه السلام من النساء والجواري ما لا يحصى، وقال النبي صلى الله عليه وآله: تناكحوا تكثروا فإني أباهي بكم الأمم، وقال:
مباضعتك أهلك صدقة، فقيل: يا رسول الله نأتي شهوتنا ونفرح أفنوجر؟ فقال: أرأيت لو جعلتها في باطل أفكنت تأثم؟ قال: نعم، قال: أفتحاسبون بالشر، ولا تحاسبون بالخير؟
وقد علم الله أن يكون له ذرية طيبة باقية إلى يوم القيامة.
وقد وصف الله عيسى عليه السلام بما لم يصف به أحدا من أنبيائه، فقال: " وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين * ويكلم الناس في المهد وكهلا ومن الصالحين (2) " ورسولنا وأهل بيته وعترته وسيلة آدم عليه السلام، ودعوة إبراهيم عليه السلام، وبشرى عيسى عليه السلام، وإن قدر عيسى عليه السلام من الطين كهيئة الطير فيجعلها (3) الله طيرا فإن الله أحيى الموتى لمحمد صلى الله عليه وآله وعترته عليهم السلام وإن كان يبرئ الأكمه والأبرص بإذن الله فكذا كان منهم عليهم السلام والآن ربما يدخل العميان ومن به برص مشاهدهم فيهب الله لهم نور أعينهم، ويذهب البرص عنهم ببركة تربتهم، وهذا معروف ما بين خراسان إلى بغداد إلى الكوفة إلى الحجاز (4).
ايضاح: الشخب: السيلان، والودك بالتحريك: دسم اللحم، وبوق التبريز، أي البوق الذي ينفخ فيه لخروج العسكر إلى الغزو، والأزيز: صوت غليان القدر، والمرجل بالكسر: القدر من النحاس، ويقال: كافحوهم: إذا استقبلوهم في الحرب بوجوههم ليس دونها ترس ولا غيره، ويقال: فلان يكافح الأمور: إذا باشرها بنفسه.
5 - تفسير الإمام العسكري: قال الإمام عليه السلام ما أظهر الله عز وجل لنبي تقدم آية إلا وقد جعل

(١) وأهدى برأسه إلى بغية خ ل.
(٢) آل عمران: ٤٥ (3) فجعله خ ل صح، وفى المصدر: فجعلها.
(4) الخرائج: 259 - 261 وقد سقطت عن المصدر جمل من ذيل الحديث.
(٢٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 254 255 256 257 258 259 260 261 262 263 264 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 13: وجوب طاعته وحبه والتفويض إليه صلى الله عليه وآله وفيه 29 حديثا. 1
3 باب 14: باب العشرة معه وتفخيمه وتوقيره في حياته وبعد وفاته صلى الله عليه وآله وفيه 16 حديثا. 15
4 باب 15: عصمته وتأويل بعض ما يوهم خلاف ذلك فيه 21 حديثا. 34
5 باب 16: سهوه ونومه صلى الله عليه وآله عن الصلاة، فيه 17 حديثا. 97
6 باب 17: علمه صلى الله عليه وآله وما دفع إليه من الكتب والوصايا وآثار الأنبياء عليهم السلام ومن دفعه إليه وعرض الأعمال عليه وعرض أمته عليه وأنه يقدر على معجزات الأنبياء فيه 62 حديثا. 130
7 باب 18: فصاحته وبلاغته صلى الله عليه وآله فيه حديثان. 156
8 * أبواب معجزاته صلى الله عليه وآله * باب 1: إعجاز أم المعجزات: القرآن الكريم وفيه بيان حقيقة الإعجاز وبعض النوادر. فيه 24 حديثا. 159
9 باب 2: جوامع معجزاته صلى الله عليه وآله ونوادرها. فيه 18 حديثا. 225
10 باب 3: ما ظهر له صلى الله عليه وآله شاهدا على حقيته من المعجزات السماوية والغرائب العلوية من انشقاق القمر و رد الشمس وحبسها وإضلال الغمامة وظهور الشهب ونزول الموائد والنعم من السماء وما يشاكل ذلك زائدا على ما مضى في باب جوامع المعجزات فيه 19 حديثا. 347
11 باب 4: معجزاته صلى الله عليه وآله في إطاعة الأرضيات من الجمادات والنباتات له وتكلمها معه صلى الله عليه وآله. فيه 59 حديثا. 363
12 باب 5: ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في الحيوانات بأنواعها وإخبارها بحقيته، وفيه كلام الشاة المسمومة زائدا على ما مر في باب جوامع المعجزات. فيه 47 حديثا. 390