بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٧ - الصفحة ٢٦٤
وهو أصح مما كان قبل أن أصيب بما أصيب، فآمن الثلاثون وبعض أهليهم، وغلب الشقاء على أكثر الباقين وأما الانباء بما يأكلون (1) وما يدخرون في بيوتهم فإن رسول الله صلى الله عليه وآله - لما برؤوا - قال (2) لهم: آمنوا، فقالوا: آمنا، فقال: ألا أزيدكم بصيرة؟ قالوا: بلى، قال:
أخبركم بما تغدى (3) به هؤلاء وتداووا؟ (4) تغدى فلان بكذا، وتداوى فلان بكذا، وبقي عنده كذا، حتى ذكرهم أجمعين، ثم قال: يا ملائكة ربي احضروني بقايا غدائهم ودوائهم على أطباقهم وسفرهم (5)، فأحضرت الملائكة ذلك، وأنزلت من السماء بقايا طعام أولئك ودوائهم، فقالوا: هذه البقايا من المأكول كذا، والمداوي به كذا، ثم قال: يا أيها الطعام أخبرنا، كم أكل منك؟ فقال الطعام: أكل مني كذا، وترك مني كذا، وهو ما ترون، وقال بعض ذلك الطعام: أكل صاحبي هذا مني كذا " وبقي مني كذا، وجاء به الخادم فأكل مني كذا، وأنا الباقي، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: فمن أنا؟ قال الطعام و الدواء: أنت رسول الله، فقال: فمن هذا؟ - يشير إلى علي عليه السلام - فقال الطعام والدواء:
هذا أخوك سيد الأولين والآخرين، ووزيرك أفضل الوزراء، وخليفتك سيد الخلفاء (6).
بيان: التحريش: الاغراء بين القوم، والأوباش من الناس: الاخلاط، ووجم أي أمسك وسكت، واليافوخ، ملتقى عظم مقدم الرأس ومؤخره، والتبجح بتقديم الجيم على الحاء: إظهار الفرح، والتبذخ: التكبر والعلو، والجلاميد جمع الجلمود بالضم وهو الصخر، ويقال: فلج على بناء المجهول، أي أصابه الفالج، فهو مفلوج، وكذا لقي على المجهول أصابه اللقوة.

(1) بما كانوا يأكلون خ ل. وهو الموجود في المصدر.
(2) فقال خ ل.
(3) تغدى: أكل أول النهار. وفى المصدر: تغذى.
(4) في المصدر المطبوع: وتداووا به، فقال (لواظ): قل يا رسول الله، فقال: أحصروا تغذى فلان.
(5) السفر جمع السفرة: ما يبسط عليه الطعام.
(6) التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام: 149 و 150.
(٢٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 259 260 261 262 263 264 265 266 267 268 269 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 13: وجوب طاعته وحبه والتفويض إليه صلى الله عليه وآله وفيه 29 حديثا. 1
3 باب 14: باب العشرة معه وتفخيمه وتوقيره في حياته وبعد وفاته صلى الله عليه وآله وفيه 16 حديثا. 15
4 باب 15: عصمته وتأويل بعض ما يوهم خلاف ذلك فيه 21 حديثا. 34
5 باب 16: سهوه ونومه صلى الله عليه وآله عن الصلاة، فيه 17 حديثا. 97
6 باب 17: علمه صلى الله عليه وآله وما دفع إليه من الكتب والوصايا وآثار الأنبياء عليهم السلام ومن دفعه إليه وعرض الأعمال عليه وعرض أمته عليه وأنه يقدر على معجزات الأنبياء فيه 62 حديثا. 130
7 باب 18: فصاحته وبلاغته صلى الله عليه وآله فيه حديثان. 156
8 * أبواب معجزاته صلى الله عليه وآله * باب 1: إعجاز أم المعجزات: القرآن الكريم وفيه بيان حقيقة الإعجاز وبعض النوادر. فيه 24 حديثا. 159
9 باب 2: جوامع معجزاته صلى الله عليه وآله ونوادرها. فيه 18 حديثا. 225
10 باب 3: ما ظهر له صلى الله عليه وآله شاهدا على حقيته من المعجزات السماوية والغرائب العلوية من انشقاق القمر و رد الشمس وحبسها وإضلال الغمامة وظهور الشهب ونزول الموائد والنعم من السماء وما يشاكل ذلك زائدا على ما مضى في باب جوامع المعجزات فيه 19 حديثا. 347
11 باب 4: معجزاته صلى الله عليه وآله في إطاعة الأرضيات من الجمادات والنباتات له وتكلمها معه صلى الله عليه وآله. فيه 59 حديثا. 363
12 باب 5: ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في الحيوانات بأنواعها وإخبارها بحقيته، وفيه كلام الشاة المسمومة زائدا على ما مر في باب جوامع المعجزات. فيه 47 حديثا. 390