بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٧ - الصفحة ٢٥٢
في الوصول، فرأى رسول الله صلى الله عليه وآله وقد منع غنمه أن ترعى في ذلك الموضع حتى يصل (1) ذلك الرجل فرعيا، ولا شك أن الأنبياء كلهم وأممهم تحت راية (2) نبينا، وإن كلم الله موسى عليه السلام على طور سيناء، فقد كلم محمدا فوق سبع سماوات، وجعل الله الإمامة بعد محمد صلى الله عليه وآله في قومه عند انقطاع النبوة حتى يأتي أمر الله، وينزل عيسى عليه السلام فيصلي خلف رجل منهم يقال له: المهدي، يملأ الأرض عدلا، ويمحو كل جور، كما وصف رسول الله صلى الله عليه وآله.
وإن النبي لما وصف عليا عليه السلام وشبهه بعيسى عليه السلام قال تعالى: " ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون (3) " وإن أخرج الله لصالح عليه السلام ناقة من الجبل لها شرب ولقومه شرب فقد أخرج تعالى لوصي محمد خمسين ناقة أو أربعين مرة ومأة ناقة مرة (4) من الجبل قضى بها دين محمد صلى الله عليه وآله ووعده، وقال تعالى: " وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين (5) " وهو علي بن أبي طالب على ما روى الرواة في تفسيرهم، وأنطق الله لمحمد البعير، وإن بئر زمزم (6) في صدر الاسلام بمكة كان للمسلمين يوما، وللكافرين يوما، فكان يستقى للمسلمين منه ما يكون ليومين في يوم، وللمشركين على ما كان عليه يوما فيوما، وإن أعطى الله يعقوب عليه السلام الأسباط من سلالة صلبه، ومريم بنت عمران من بناته فقال: " ووهبنا له إسحاق ويعقوب وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب (7) فقد أعطى محمدا صلى الله عليه وآله فاطمة عليها السلام من صلبه، وهي سيدة نساء العالمين، وجعل الوصية والإمامة في أخيه وابن عمه علي بن أبي طالب عليه السلام، ثم في الحسن والحسين وفي أولاد الحسين عليهم السلام إلى أن تقوم الساعة كلهم ولد (8) رسول الله صلى الله عليه وآله من فاطمة عليها السلام

(١) وصل خ ل.
(٢) المصدر خال عن قوله: ولا شك إلى قوله: نبينا.
(٣) الزخرف: ٥٧.
(٤) في المصدر: خمسين ناقة مرة وثمانين مرة ومائة ناقة مرة من الجبل فقضى.
(٥) التحريم: ٤.
(٦) رومة خ ل صح.
(٧) العنكبوت: ٢٧.
(8) وولد خ ل.
(٢٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 257 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 13: وجوب طاعته وحبه والتفويض إليه صلى الله عليه وآله وفيه 29 حديثا. 1
3 باب 14: باب العشرة معه وتفخيمه وتوقيره في حياته وبعد وفاته صلى الله عليه وآله وفيه 16 حديثا. 15
4 باب 15: عصمته وتأويل بعض ما يوهم خلاف ذلك فيه 21 حديثا. 34
5 باب 16: سهوه ونومه صلى الله عليه وآله عن الصلاة، فيه 17 حديثا. 97
6 باب 17: علمه صلى الله عليه وآله وما دفع إليه من الكتب والوصايا وآثار الأنبياء عليهم السلام ومن دفعه إليه وعرض الأعمال عليه وعرض أمته عليه وأنه يقدر على معجزات الأنبياء فيه 62 حديثا. 130
7 باب 18: فصاحته وبلاغته صلى الله عليه وآله فيه حديثان. 156
8 * أبواب معجزاته صلى الله عليه وآله * باب 1: إعجاز أم المعجزات: القرآن الكريم وفيه بيان حقيقة الإعجاز وبعض النوادر. فيه 24 حديثا. 159
9 باب 2: جوامع معجزاته صلى الله عليه وآله ونوادرها. فيه 18 حديثا. 225
10 باب 3: ما ظهر له صلى الله عليه وآله شاهدا على حقيته من المعجزات السماوية والغرائب العلوية من انشقاق القمر و رد الشمس وحبسها وإضلال الغمامة وظهور الشهب ونزول الموائد والنعم من السماء وما يشاكل ذلك زائدا على ما مضى في باب جوامع المعجزات فيه 19 حديثا. 347
11 باب 4: معجزاته صلى الله عليه وآله في إطاعة الأرضيات من الجمادات والنباتات له وتكلمها معه صلى الله عليه وآله. فيه 59 حديثا. 363
12 باب 5: ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في الحيوانات بأنواعها وإخبارها بحقيته، وفيه كلام الشاة المسمومة زائدا على ما مر في باب جوامع المعجزات. فيه 47 حديثا. 390