كلمه ربه على طور سيناء فإن الله كلم محمدا في السماء السابعة، وإن زعمت النصارى أن عيسى أبرأ الأكمه وأحيى الموتى فإن محمدا صلى الله عليه وآله سألته قريش أن يحيي ميتا فدعاني وبعثني معهم إلى المقابر، فدعوت الله تعالى عز وجل فقاموا من قبورهم، ينفضون التراب عن رؤوسهم بإذن الله عز وجل، وإن أبا قتادة بن ربعي الأنصاري شهد وقعة أحد فأصابته طعنة في عينه، فبدت (1) حدقته فأخذها بيده، ثم أتى بها رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: امرأتي الآن تبغضني، فأخذها رسول الله صلى الله عليه وآله من يده ثم وضعها مكانها، فلم يك يعرف إلا بفضل حسنها وضوءها على العين الأخرى، ولقد بارز عبد الله بن عتيك فابين يده فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ليلا ومعه اليد المقطوعة، فمسح عليها فاستوت يده (2).
4 - الخرائج: اعلم أن الله تعالى كما أمر آدم عليه السلام أن يخرج من الجنة إلى الأرض وأن يهاجر إليها أمر محمدا صلى الله عليه وآله أن يخرج من مكة إلى المدينة، وكما ابتلى آدم عليه السلام بقتل ابنه هابيل ابتلى محمدا صلى الله عليه وآله بقتل ابنيه الحسن والحسين عليهما السلام وكان يعلمه لاعلام الله إياه ذلك، وكما أمر الله آدم عليه السلام لما أمره بوضع النوى في الأرض فصار في الحال نخلا باسقة عليها الرطب أكرم محمدا بمثله عند إسلام سلمان، وكما قال في وصف إدريس عليه السلام " ورفعناه مكانا عليا (3) " قال في وصف محمد: " ورفعنا لك ذكرك (4) " يذكر مع ذكر الله في الاذان والصلاة، وقد رفع إلى سدرة المنتهى فشاهد ما لم يشاهده بشر، وإن أطعم إدريس عليه السلام بعد وفاته من الجنة فقد أطعم محمدا وآله مرارا كثيرة في الدنيا (5)، وقيل لمحمد صلى الله عليه وآله:
إنك تواصل (6)؟ قال: إني لست كأحدكم، إني يطعمني ربي ويسقيني، وإن أوتي نوح عليه السلام إجابة الدعوة بما قال: " لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا (7) " فلم يبق